ثورة أون لاين:
تحيي الشعوب الإفريقية في الخامس والعشرين من أيار من كل عام يوم القارة السمراء تأكيداً على روح التضامن والوحدة في مواجهة التحديات والتحرر من محاولات الاستعمار القديم الجديد للسيطرة على موارد القارة لتحقيق التطلعات المشتركة بمستقبل أفضل.
عرف يوم إفريقيا سابقاً بيوم الحرية الإفريقي ويوم التحرير الإفريقي وهو اليوم الذي شهد توقيع 32 دولة إفريقية مستقلة الميثاق التأسيسي لمنظمة الوحدة الإفريقية في أديس أبابا بإثيوبيا في 25 أيار عام 1963 والتي بنت عملها على أساس تحقيق تطلعات شعوبها وتحريرها من الاستعمار وفي العام 2002 باتت المنظمة تعرف باسم الاتحاد الإفريقي.
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي أكد في بيان نشرته وسائل إعلام أنه على الرغم من إمكانياتها الاقتصادية الهائلة ورأس مالها البشري الغني والشبابي والديناميكي فإن معظم الدول الإفريقية تواجه صعوبات في ضمان رفاه سكانها وأن القطاعات الرئيسية في القارة مثل التعليم والصحة والأمن ما زالت تعتمد إلى حد كبير على المساعدات الخارجية مبيناً أنه بدءاً من الأزمات المفتوحة التي يسببها الإرهاب والصراعات بين القبائل والأديان إلى الأزمات التي أعقبت الانتخابات ما زالت إفريقيا تعاني باستمرار من مشاهد العنف والهشاشة وعدم اليقين بشأن المستقبل.
وبهذه المناسبة دعا فكي إفريقيا لرسم مسارها الخاص وقال إن تبعيتها وانعدام أمنها في المجال الغذائي أمر لا يمكن قبوله ولا تحمله إذ إن أراضيها وغاباتها وثروتها الحيوانية ومناجمها وإمكاناتها من الطاقة ومياه بحارها وأنهارها كلها زاخرة بالموارد اللازمة لتلبية جميع احتياجات سكانها ويجب علينا بكل وعي وشجاعة أن نعقد العزم على اتباع نهج مبتكر.. نهج ذي توجه داخلي أكثر منه خارجي.. فلنعش بما نملك.. علينا التطلع نحو المستقبل بروح التضامن والوحدة المشتركة لبناء مستقبل إفريقيا.
وأشار فكي إلى المأساة الانسانية التي تعاني منها ليبيا جراء الحرب وهي أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية والمبادر الرئيسي في إنشاء الاتحاد الافريقي.
وتعاني ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي ناتو عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق ولا سيما في العاصمة طرابلس التي تنتشر فيها ميليشيات حكومة الوفاق المدعومة من النظام التركي.
ويتزامن الاحتفال بيوم إفريقيا هذا العام مع تفش لفيروس كورونا عالمياً إذ نوه رئيس الاتحاد الافريقي بجهود الاتحاد وبالتنسيق مع الدول الأعضاء في مواجهة جائحة كورونا وأوضح أنه منذ بداية الوباء وعلى عكس توقعات من قللوا من شأن القارة وضعت إفريقيا استراتيجية استجابة قارية داعياً إلى ضرورة مضاعفة الجهود والعزم والمثابرة في مواجهة جائحة كورونا والسيطرة عليها.
وكانت عدة منظمات دولية أعربت عن خشيتها من تفشي جائحة كورونا في إفريقيا بعدما كشف الوباء عن عجز البنية التحتية الصحية في أوروبا والتي تتفوق عن مثيلتها في إفريقيا فيما نوه رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي سيريل رامافوسا باستجابة الحكومات الإفريقية لمواجهة الجائحة.
وقال رامافوسا في كلمة له بمناسبة يوم إفريقيا.. أنه على الرغم من أن فيروس كورونا ليس مشكلة إفريقية وإنما جائحة عالمية أظهرت القارة الإفريقية قدرتها في التعامل معه ببراعة عالية ما يؤكد تصميم القارة السمراء على الاستفادة من نقاط قوتها وقدراتها في حل تحدياتها الخاصة
لافتاً إلى أن هذه هي الفرضية التي تأسست عليها منظمة الوحدة الإفريقية وأن الأفارقة يواصلون استلهام الدروس منها لبناء حياة أفضل لجميع سكان إفريقيا.