يوم استل غزاة العالم الجديد سيوفهم وبنادقهم وبدؤوا بحصاد رؤوس السكان الأصليين الهنود الحمر.. تباهى الغزاة الجدد بحصاد كل يوم، فالفارس منهم كما يدعون هو الذي يعود وعلى جنبي حصانه تعلق عشرات الرؤوس من الهنود، وأسياخ تحمل بقايا الآذان التي قطعها وحملها إذا لم يعد يتسع المكان لتعليق المزيد من الرؤوس اليانعة التي تم قطافها..
ومن يود أن يقرأ المزيد عن تلك الفظائع المروعة يمكنه العودة إلى ما قدمه الدكتور منير العكش في كتابه «أميركا والإبادات الجماعية» ومن ثم كتابه «الإبادات الثقافية».. وإذا كان ثمة من يشكك بما قدمه فليتجه إلى كتاب «٥٠١ سنة.. الغزو مازال مستمراً» وهو للمفكر الأميركي نعوم تشومسكي الذي صدر بمناسبة مرور خمسة قرون على تأسيس اميركا واقتلاعها السكان الأصليين هناك..
ومن يراجع ما ارتكبته اميركا منذ تأسيسها إلى اليوم من جرائم بحق الإنسانية فسوف يجد أن عدد ضحاياها يعادل أكثر من مجموع ضحايا حروب العالم مذ كانت الحروب..
ففي كل يوم وكل ساعة ثمة آلاف الضحايا يسقطون بفعل الإرهاب الأميركي سواء داخلها ام خارجها.. أمس وفي الوقت الذي تصر فيه آلة التضليل الأميركي على تسويق أكاذيبها ترتكب جريمة شنيعة بحق أميركي ملون.. ليست هي الأخيرة ولن تكون.. بمنظر رهيب وفظيع يضغط الشرطي.. بل يضع قدمه على عنق الضحية حتى الموت بفعل وحشي يندى له جبين البشرية خجلاً وكأنه يسحق حشرة… يفعل ذلك ويمضي بدم بارد…
اميركا المتوحشة بكل شيء هي أكذوبة العصر وبوق التضليل الذي بنى عالماً من المصطلحات التي تاجر بها واستخدمها ذريعة للفتك بكل من لا يمضي بركبه ..
إنسانية أميركا هذه يسخر منها تشومسكي عندما يقول: طائراتنا تحمل للعالم الخبز والقنابل وترمي بهما معاً وأيهما يصل قبل هو لك..
وبهذا المعنى يقول هندي أحمر معلقاً على ما تدعيه واشنطن من أكاذيب إنسانية.. يقول: ما أكذب هؤلاء الأميركيين وأغزر دموعهم فوق جثث ضحاياهم…
نعم هي الحقيقة.. أميركا التي تشعل وتضرم نار الحروب وتدعي أنها تعمل على إخمادها.. أميركا التي لا ترى إدارتها من كل ما يجري في العالم إلا ما يصب في بنوكها من أرصدة.. أميركا ليست إلا أكذوبة كبرى تعيش بضخ مصطلحات التضليل والنفاق.. وهي التي تعيش أسوأ ما في المجتمعات من مشاكل وتمييز عنصري.. تعرف واشنطن ذلك وتعي أن ركام المساحيق الذي تكدس لم يعد يجدي نفعاً ولا بد من البحث عن طلاء آخر لستر كهوف الكراهية التي عششت فيها خفافيش الحقد والكراهية.. ولكنها لن تجدي نفعاً.. فما أفسده الدهر وكشفه لن يصلحه العطار مهما كان بارعاً.
معا على الطريق- بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن