فيروس كورونا لم ينته، ولم يتم التوصل لإيجاد دواء أو لقاح بصورة أكيدة، والرئيس دونالد ترامب يقرر قطع أي علاقة لبلاده مع منظمة الصحة العالمية في الوقت الذي يوجه فيه الاتهام للصين بأنها المسؤولة عن إزهاق أرواح مئات الآلاف من البشر كونها أخفت معلومات علمية بشأن الفيروس القاتل، لتطالعه موجة الاحتجاجات الشعبية رفضاً لسياسة التمييز العنصري ضد المواطنين الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية، وذلك بعد قيام ضابط شرطة بقتل مواطن من أصل أفريقي بدم بارد وهو لم يبد أي مقاومة أو تمرد على أوامر الشرطة، فأي مستقبل ينتظر رئيس أكبر دولة على كل الصعد الداخلية والدولية وعلى مستوى بنية الدولة الفيدرالية؟
في ظل هذه الظروف والمستجدات الدولية وفي ظل تحديات قد تجعل الحرب احتمالاً مرجحاً مع الصين نتيجة الاتهامات بشأن كورونا إضافة إلى الخلافات الكبيرة والمخبوءة تحت نار الغليان يفتح ترامب نيران حقده على سورية من خلال شروعه بتنفيذ الإجراءات القسرية أحادية الجانب المعروفة بقانون قيصر بالتزامن مع حالة الفوضى والهيجان المترافقة بالتدمير والتخريب إثر عملية قتل موقوف من ذوي البشرة الداكنة على يد إحد أفراد الشرطة.
مما يتم تداوله بسرعة كبيرة مسؤولية الرئيس ترامب نفسه عن هذا السلوك الإجرامي نتيجة مواقفه العدائية والعنصرية التي اعتاد إطلاقها دوماً، الأمر الذي حدا بالشرطي عدم التوقف عند توسلات المغدور وهو موثوق ولا يقوى على المقاومة، وزاد الأمر سوءاً تقرير الطبيب الشرعي الذي لا يحمل الشرطي سبب الوفاة ويقدم تبريراً قد يحول دوم محاكمة المجرم، وفوق هذا وذاك يهدد الرئيس ترامب المتظاهرين بإطلاق النار عليهم.
يقف المراقبون عند حدود التوتر وهم يرصدون ردود فعل رئيس أقوى دولة غير المبالية بأرواح مواطنيه مقابل الثروات التي يسعى للاستئثار بها مهما كانت الظروف، وقالت البروفيسورة هيثر ثومبسون المؤرخة في جامعة ميشيغان الأميركية هيثر في مقال لها نشر في صحيفة نيويورك تايمز: “أعتقد أننا بالفعل وصلنا إلى لحظة تتجه فيها الأمور إلى الأسوأ، والبلاد الآن على برميل بارود”.
وقارنت الصحيفة بين معظم الرؤساء الأميركيين لجهة أنهم يميلون بطبيعة الحال إلى تهدئة الأمور في حال اندلاع اضطرابات مماثلة، وأن الكثير من هذه الاضطرابات أدى إلى إصلاحات لكن الأمور ـ وفق نيويورك تايمز- تختلف الآن، لأن لدينا رئيساً لا يكترث أبداً بالعمل على تجنب الفوضى، وكان واضحًا في كل مرة أنه لا يرى أي مشكلة إذا اتجهت البلاد إلى حرب أهلية، والحقيقة أنه لا أحد يعلم إلى أين تتجه الأمور في عهد هذا الرئيس الكابوس”.
وربما كانت هذه الرؤية تعكس المستقبل المظلم الذي يفرضه سلوك رئيس لا يمتلك مواصفات القائد فيدمر نفسه ويشرع تدمير بنى اجتماعية ظن البعض أنها عصية على التفكك فظهر أنها كانت أوهى من بيت العنكبوت.
معاً على الطريق – مصطفى المقداد