ثورة أون لاين:
استطاع فريق بحثي دولي تأكيد وجود بروكسيما بي، وهو كوكب شبيه بالأرض، يدور حول أقرب نجم إلى نظامنا الشمسي: بروكسيما سنتوري (أو قنطور الأقرب).
وقال أليخاندرو سواريز ماسكارينو، المؤلف الأول للورقة البحثية «إن تأكيد وجود بروكسيما بي مهمّ، فهو مِن أبرز الكواكب المعروفة في الفضاء المجاور لنظامنا.»
وجدوا أن كتلة بروكسيما بي أكبر من كتلة الأرض مرة وخُمس تقريبًا (1.17) –وهذا أقل من التقدير السابق الذي كان مرة وثُلث (1.3)–، وأنه يُتم دورته حول نجمه في 11.2 يوما
اكتُشف بروكسيما بي أولًا في 2016، بواسطة «الباحث الكوكبي بالسرعة الشعاعية عالية الدقة» (هاربس)، وهو مقياس طيف صيّاد كواكب، مثبَّت على أحد تلسكوبات المرصد الأوروبيّ الجنوبيّ في مرصد لاسيلا في تشيلي.
فقد استطاع العلماء التدقيق في الكوكب اعتمادًا على «إسبرسّو»، وهو جيل جديد من مقاييس الطيف في مرصد تشيلي، يفوق هاربس دقةً بثلاثة أضعاف.
وقال فرانشيسكو بيبي، مدير إسبرسّو وأستاذ علم الفلك بجامعة جنيف السويسرية «كنا راضين عن أداء هاربس، إذ أتاح اكتشاف مئات الكواكب الخارجية في آخر 17 عامًا؛ فيسعدنا جدًّا أن إسبرسّو يستطيع إخراج قياسات أفضل، ونراه مكافأة للعمل الجماعي الذي استمر نحو 10 أعوام.”
صحيح أن بروكسيما بي يدور في مدار قريب من نجمه، لكنه يحصل منه على كمية الطاقة ذاتها التي يحصل عليها كوكب الأرض من الشمس، وهذا ما جعل الفلكيين يحتملون أن تكون عليه حياة فضائية.
لكن لقنطور الأقرب جانبًا سلبيًّا، فهو يسلّط على كل الكواكب التي في محيطه كمية هائلة من الأشعة السينية: نَصيب بروكسيما بي منها أكبر من نصيب كوكبنا من الأشعة السينية الشمسية بنحو 400 ضعف.
وهذا يؤدي إلى سؤال طرحه كريستوف لوفيس، أحد باحثي إسبرسّو ومؤلفي الورقة: حَوْل ذلك الكوكب غلاف يحميه من تلك الأشعة المميتة؟ ويأمل كريستوف أن يكون جيل المقاييس الطيفية الجديد الجاري تطويره المدعو «رِسترتّو» قادرًا على الإجابة عن هذا السؤال.
وأما عن إمكانية السفر إليه، فقنطور الأقرب يَبعد من الشمس بمقدار 4.2 سنوات ضوئية، أي إن الوصول إليه يستغرق بتقنياتنا الحالية آلاف الأعوام.