نحنُ حبَّات القمح نحنُ الذاكرة ولن ننسى

ثورة أون لاين- هفاف ميهوب-
هكذا يمهرُ السوري رسائله، الرسائل الموجّهة إلى كلِّ من يسعى لتغييب حقيقته أو التنكر لها أو حتى تشويهها، ناسياً أن هناك من سيبقى يذكّره:
“منذُ زمنٍ بعثت إليكم “جدتي” أبناءها، لينتشلوكم من قاعِ الهمجية المتوحشة، وأكل لحوم البشر، وليرسموا لكم معالم الدرب التي توصلكم إلى “الإنسان”.
لم تتعلَّموا شيئاً، بل أكَّدتم أنكم برابرة ذلك الزمان، وأن الطبع يغلب التطبّع. وضعت “جدتي” تحت تصرفكم منجزات أبنائها، أصحاب الوهج الذي بفضلهِ باتت لكم أشكال بشرية على هذه الأرض.
ستة قرون، قضيتموها تحملقون في الإنجازات العلمية لأبناء “جدتي” حتى فهمتم واستوعبتم، فبدوتم نظيفي الظاهر، جميلي المظهر. لكن، كلّ هذا لم يُخفِ عنا أنيابكم التي مزقتم بها جثث بعضكم، وكانت جاهزة دوماً لأن تُنشب في عنقِ أيِّ شعب،أيّ أمَّة،من أجل أن تنهبوا ثرواتها، وتُجهزوا على أسباب حياتها ووجودها، فتبرهنون من جديد أنكم برابرة هذا الزمان.”
كلماتٌ، ما أكثر ما استحضرها الكاتب والباحث الدكتور “أحمد داوود” في أكثر من مكانٍ واجه فيه اللصوص الذين سرقوا إنجازاتنا، وأنشبوا غدرهم في قلبنا، قلب وطنٍ، ما أحوجنا اليوم لتذكيرهم بمقدار أفضالهِ عليهم، ولاسيما على من يحرقون قمحنا بنيرانِ أحقادهم وأطماعهم وادِّعاءاتهم التي أسقطها عندما واجههم:
“جدتي.. ذاكرة، بذلتم كل ما استطعتم من أجل طمسِ هذه الذاكرة. أعدتم كتابة التاريخ وحذفتُم منه أسماءنا، نحن الذين منحناكم أسماءكم وعلمناكم كيف تكتبونها لأول مرة، واخترعتم على أنقاضنا شعوباً وأعراقاً وقبائل وكذبتم في كل ما تقوّلتم. جعلتم حقائق التاريخ تمشي على رؤوسها، وسعدتم كثيراً بفعلتكم. تماماً كسعادة ذلك الخنزير البرّي الذي أخذ يعدو في حقلٍ من القمح ويموج دماراً بالسنابل. ذهب الخنزير البرّي وبقي الحقل، وبقيت حبّات القمح حاضنة للذاكرة. نحن حبّات القمح، نحن الذاكرة.. ولن ننسى.”.
نعم، بهذا ذكرهم ابن أول وأقدم موطن للحضارة الإنسانية، ابن سوريا التي كانت مركز ومنطلق العطاءِ للعالم الذي خذلها وتنكّر لأفضالها ولعطاءاتها وإنجازاتها التي جعلتها كـ جدتنا عشتار.. آلهة الحب والخصب والخير والعطاء وكل ما أخذه منها المتهافتون لإبادة أسرارها الإلهية.
“التكنولوجيا التي سرقتم منا إنجازاتها الأساس تُفرحكم اليوم، وقد بتُّم تقفزون بها قفزاتكم المدهشة في كل مكان على الأرض، ومن الأرض إلى القمر، ومن الأرض إلى المريخ.. ليس مهماً، فهي ما دامت فارغة من القيم التي لم تتعلموا إنتاجها حتى اليوم تبقى ـ مهما بدت بهلوانية ومحيّرة ـ لا تدهشنا، إنها قفزات “البراغيث” التي ليس في بطونها غير دماء البشر، وهي ـ طال الزمان أو قصر ـ سوف تُفضي أخيراً بـ “البراغيث” إلى جمر “الموقد” الذي وضعته “جدتي” منذ آلاف السنين لتصعّد منه رائحة البخور ويتمجد به ابن الإنسان، أو إلى ذلك “الحوض” من الماء الذي وضعته “جدّتي” منذ آلاف السنين في صدر المعبد لتعلّم الناس الطهارة، ثم تركته وانصرفت إلى “غزْلها” الحضاري”.
حتماً هي أسرارٌ تشبه أسرار سنابل قمحها، التي تشمخ لكنها لا تجود بعطائها إلا لأرضها.. الأسرار التي كانت وستبقى عصية على اكتشافها، ومن قِبل كل باحثي ومؤرخي العالم الذين كان منهم “إدوارد جيبون” الذي قال عن معجزاتها:
“آخر شيء فعله الامبراطور الروماني “لوسيوس” بعد أسرِ الملكة “زنوبيا” واقتيادها إلى روما، إحراق كل حقول القمح، وما إن وصل إلى روما، حتى وصلته أنباء عن احتراق قصره، ولم يدم في الحكم بعدها إلا بضعة أشهر”.

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً