ثورة أون لاين- دينا الحمد:
من جديد يطل ما يسمى المبعوث الأميركي إلى سورية المدعو جيمس جيفري برأسه، ويقر بلسانه أن هدف بلاده وإدارته من إجراءاتها الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي فرضتها على سورية هو ليس فقط تشديد الحصار بل الدفع باتجاه تجويع السوريين وانهيار اقتصادهم.
فجيفري لم يجد حرجاً بالاعتراف بجريمة أميركا بحق السوريين حين أقر علناً أن ما يجري في سورية من ارتفاع للأسعار في احتياجات المواطن الأساسية وانخفاض سعر صرف الليرة هو بسبب إجراءات إدارته المتغطرسة، فبكل صفاقة يعترف المذكور بأن هدف إدارته العدوانية هو التأثير في لقمة عيش الشعب السوري والضغط عليه حتى يرضخ للأجندات الأميركية المشبوهة.
إذاً ما تحدثنا به مراراً وتكراراً عن أن ما يسمى (قانون قيصر) الذي أقرته الإدارة الأميركية العدوانية هو إرهاب اقتصادي وجريمة ضد الإنسانية ترتكب بحق الشعب السوري ليس كلاماً إنشائياً ولا مجرد اتهام لواشنطن بما ليس فيها، بل هو حقيقة كضوء الشمس هاهو ما يسمى مبعوث أميركا يقر بها بوضح النهار، ويتناغم مع إعلام بلاده بأن واشنطن ترمي من وراء ذلك للضغط على سورية وحلفائها وعرقلة عملية إعادة الإعمار بعد فشل مخططاتها وأجنداتها الإرهابية في سورية.
المفارقة الصارخة اليوم هي أن جيفري الذي يتباهى علناً باستهداف المواطن السوري بلقمة عيشه، ويتباهى بعقوبات قال عنها العالم كله إنها غير أخلاقية وغير إنسانية، وتنتهك القوانين الدولية، هو نفسه الذي كان يتباهى زوراً وبهتاناً منذ شهرين بأن بلاده تقدم المساعدات الإنسانية للشعب السوري وشعوب المنطقة لتجاوز وباء كورونا القاتل.
اعتراف جيفري وسياساته ونهجه هي خلاصة نهج سيده في البيت الأبيض الذي أمر شخصياً منذ أسابيع بإحراق المحاصيل الزراعية في سورية لحرمان الشعب السوري من خيرات بلاده، ووقع أمراً تنفيذياً لقواته المحتلة التي نفذتها، والتي دأبت إضافة إلى ذلك على سرقة النفط السوري بالتعاون مع إرهابيي تنظيم داعش وميليشيات الانفصال.
يتباهى جيفري بحصار الشعب السوري وتجويعه، ويتجاهل أنه هو من كان يكذب ويسوق منذ شهور للحل السياسي المزعوم والمطلوب في سورية، وينظّر على السوريين وكيف عليهم أن يؤسسوا لهذا الحل، وكيف عليهم أن يتصدوا لوباء كورونا القاتل، يتباهى بالإجرام ويتناسى أنه كان يلفق الأحاديث المنمقة عن الحوار في أستانا وسوتشي.
لكن كلامه ليس غريباً على إدارة عدوانية تقوم سياساتها على القتل والإرهاب والغزو والاحتلال ونشر الفوضى الهدامة وإنفاق المليارات على تسليح التنظيمات الإرهابية كالنصرة وداعش، ووضع خطط ومشاريع التقسيم وخرائط التفتيت (الطائفية والعرقية) التي رصدت استخبارات بلاده لتنفيذها المليارات على الأرض السورية.
ولكن أيضاً ما لا يدركه جيفري، ومن خلفه في منظومة العدوان، أن الإجراءات القسرية العدوانية أحادية الجانب المفروضة على سورية والتي يتباهون بها، وآخرها ما يسمى قانون قيصر، لن تثني السوريين عن مواصلة مقاومتهم حتى تحرير أرضهم من الاحتلال والإرهاب، مهما قدموا من تضحيات.
التالي