الذين يعتقدون أن انتفاضة الشعب الاميركي على حكومة ترامب جاءت كرد فعل على المقتل المأساوي البشع للاميركي – الافريقي جورج فلويد تحت ركبة ضابط شرطة من جماعة ” الكلوكلكس كلان ” الفاشية ، ويعتقدون انها ستنتهي بإنزال عقوبات اقرب الى رفع العتب القضائي ، هم مخطئون في توصيف الواقع ولا يرون حتمية التطور التاريخي الذي توقعه معظم المفكرين الغربيين وغيرهم والتي تؤكد بدء نهاية العهد الاميركي .
ولم يكن ترامب الارعن وهو نموذج الشخصية الاميركية والذي يسعى لولاية ثانية سوى اداة غبية لحكومة العالم الخفية المتمثلة بآل روتشيلد وروكفلر وبقية العائلات الصهيونية الماسونية التي تدير العالم وتمتلك نصف ثروة سكان الكرة الارضية، وهي الحكومة التي رأت أن ترامب لم يقم بمسؤولياته كما يجب، وليس من المستبعد اغتياله .
وما جائحة كورونا واستتباعاتها وصولاً الى شريحة بيل غيتس الإبليسية إلا واحدة من الثقوب السوداء التي “تشفط ” أموال العالم الأغنياء منهم والفقراء بعد أن استنفدت الحكومة الخفية كل وسائلها الشيطانية.
إذن يمكن القول وبكل بساطة إن ترامب انتهى، لكن الدولة العميقة ما زال امامها الكثير لتقوم به، والقضية ليست قضية انتخابات وجمهوريين وديمقراطيين.. وأي رئيس آخر سيكمل بشكل أو بآخر ما قام به سلفه الأرعن، وليست قضية سود ضد بيض، والتي كان من المفترض أن تبدأ منذ زمن بعيد في أميركا، وفي أوروبا.. بل قضية تغيير في الإدارة الأميركية، وإلا فسوف تزول أو تنقسم أو تتفتت كما يصرح مسؤولون ومفكرون أميركيون وغربيون، والدليل أن أكثر من نصف المنتفضين في الأحداث الأخيرة كانوا من البيض، ومن المتوقع أن تزداد أعدادهم كلما أمعن الغبي ترامب في غيه وغطرسته، حتى لو حمل ألف كتاب مقدس مستجيراً بالإنجيليين الذين يشكلون نحو 45% من الأميركيين .
إن واقع الحال الأميركي دولياً يكشف أنّ واشنطن تعاني اليوم من فشل وإخفاق وهزائم في الخارج لا تحجبها المكابرة، ولا يمكن لإعلام أو حرب نفسيّة إخفاؤها، وتعاني من صعوبات في الداخل لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، ولا يمكن لمليارات الدولارات التي سلبتها من الخليج أن تحجبها.
ويجب التوقف عند الهزائم الأميركية في الخارج والتي تسبّبت في تآكل هيبتها وتراجع قوة ردعها نتيجة فشلها في عدوانها على دول وشعوب الشرق الأوسط . أما على الجبهة مع الصين فإنّ أميركا تحصد مزيداً من الإخفاق مع كلّ موقف تطلقه مهدّدة الصين بشيء ما، وبات من المسلّم به أنّ الصين تفعل وتتقدّم وأنّ أميركا تصرخ وتتراجع، ولن يكون المستقبل إلا حاملاً لأخبار أشدّ سوءاً لأميركا مما مضى على الصعيد الاقتصادي، وسيكون أمرّ وأدهى إذا فكرت أميركا بالمواجهة العسكرية.
وعلى صعيد العلاقات مع روسيا فقد بات من المتوافق عليه أنّ كلّ الحصار والتهميش الذي فرضته أميركا على روسيا ذهب أدراج الرياح مع تقدّم الأخيرة لتحتلّ موقعاً متقدّماً على الساحة الدولية.
إن الأسئلة الجدية التي لا بدّ من طرحها في ظلّ ما نسمع ونقرأ ونراقب، ويُضاف السؤال الآخر: هل ستشرب أميركا من كأس ربيعي أميركي خاص بها كما سقت شعوب الشرق الأوسط مما سمته “ربيعاً” وكان حريقاً التهم الأخضر واليابس؟ نعتقد ذلك… وعلى أيّ حال إنّ أميركا بعد الهزائم الخارجية والانفجارات والعثرات الداخلية لن تكون هي أميركا التي تسيطر على العالم، هذا إذا بقيت موحّدة، وهو أمر مشكوك به.
وإن غداً لناظره قريب…
معاً على الطريق – د . عبد الحميد دشتي