ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
منذ اليوم الأول للحرب الإرهابية التي شنتها منظومة العدوان بقيادة أميركا على سورية، ومعها كل أدواتها وإرهابييها، وحتى يومنا، لم يدخر أقطاب العدوان جهداً إعلامياً تضليلياً أو وسيلة دجل معروفة أو طريقة التفافية إلا واستخدموها لتحقيق أهدافهم المشبوهة.
وكان هدفهم على الدوام نشر الفوضى الهدامة وتوتير الأوضاع ومحاولة تدمير الدولة السورية ومؤسساتها وجيشها الوطني وتهجير شعبها وتجويعه، وصولاً إلى إخراج سورية من معادلة الصراع العربي الصهيوني، لأنها باختصار تشكل حجر عثرة أولى وأخيرة في طريق مخططاتهم وأجنداتهم الاستعمارية في المنطقة.
لم يدخروا فيلماً هوليودياً إلا وأخرجوه للعلن، ولم يوفروا تقريراً كيدياً إلا وكتبه خبراؤهم في مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وغيرها من أجهزة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، التي اتخذوها المنصة رقم واحد للهجوم على سورية ومحاولة إدانتها تمهيداً للعدوان عليها.
لم يترك إعلام الكيان الإسرائيلي، ومعه إمبراطوريات الشر الإعلامية الأميركية والغربية والأعرابية، قصة أو خبراً أو قضية إلا وضخموها واخترعوا الأكاذيب حولها، بل وقاموا بنشر الإشاعات لقلب الحقائق وتشويه أذهان الرأي العام في سورية وخارجها وحرف أنظارهم عن حقيقة الإرهاب وداعميه ومشغليه، وإلهائهم بقصص هوليودية ما أنزل الله بها من سلطان، لتحويل أي أزمة اقتصادية إلى سياسية قادرة على اختراق صمود السوريين الأسطوري بوجه آلة العدوان على مدى تسع سنوات من الحرب الإرهابية.
فقد شنت منظومة العدوان على سورية خلال السنوات التسع والنيف الماضية بقيادة أميركا وحلفائها وأدواتها حرباً إعلامية شرسة لتضليل الرأي العام في سورية والعالم، ونقل صورة معاكسة عما يجري من إرهاب منظم ضد شعبنا، واستخدمت وسائل الإعلام الغربية والإقليمية المعادية، وفي مقدمتها قنوات الجزيرة والعربية والبي بي سي وسكاي نيوز والسي إن إن ووسائل مختلفة منها الصحف والمجلات الأميركية والأوروبية، الصورة الصحفية المقلوبة والشائعة وإطلاق سيناريوهات الأكاذيب في إنتاج أضاليلها تلك.
وقامت منظومة العدوان على مدى سنوات بتصنيع صور وأحداث وكأنها في قلب المعارك، وأغرقت الجمهور العربي والعالمي بتفاصيل كاذبة، وبثت سمومها لإثارة الفتن بين أبناء الشعب الواحد، وجند المشرفون عليها أذكى خبراء الإعلام وعلم الاجتماع وعلم النفس لتصميم الصور المؤثرة مع أنها كاذبة وبعيدة عن الواقع.
حتى أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أشادت عام 2011 بقناة الجزيرة قائلة “إنها أصبحت الرائدة في تغيير عقول الشعوب وفي مواقفها” ويبدو أن إعجاب كلينتون بها لأنها من أكثر القنوات التي تفننت باختراع الصور المضللة التي لا صلة لها بالوقائع على الأرض السورية.
ومن أهم الصور التي ابتدعتها القنوات المغرضة تلك المجسمات العمرانية المزيفة في مشيخة قطر التي تشبه مبان معينة في سورية، وتمثيل أحداث تعطي الانطباع بأن ما يجري مشاهدته يحدث في سورية، مثل صور أسواق في دمشق وساحات عامة، وكذلك الأطفال الذين يختنقون بالكيماوي المزعوم في الأفلام المصنعة والإدعاء أن الجيش العربي السوري هو من استخدمه ضدهم بهدف إثارة الرأي العالمي ضد سورية.
واليوم مع تسعير الإدارة الأميركية العدوانية لإرهابها الاقتصادي والعسكري والإعلامي ضد سورية والذي يترافق مع ما تسميه (قانون قيصر) وحرقها لحقول القمح وسرقتها للنفط فإن منظومة العدوان بقيادة واشنطن تتجه إلى نبش دفاترها المهترئة في نشر الشائعات عن مستقبل سورية والأحداث فيها لتحقيق الأهداف المشبوهة ذاتها، دون أن يدركوا أن الشعب السوري الذي صمد بوجه إرهابهم وفند تضليلهم ووقف مع جيشه وقيادته لدحر إرهابهم سيطوي صفحة التضليل الجديدة وهو مدرك تماماً حقيقتها وأدق تفاصيلها الكاذبة.