الشائعات.. حرب نفسية وأداة للحرب الإرهابية

 
ثورة أون لاين – ناصر منذر:  

تتعدد أشكال وفصول الحرب الإرهابية على سورية وشعبها الصامد، وتأخذ هذه الحرب اليوم منحى تصاعدياً أشد خطورة، تستهدف السوريين في لقمة عيشهم، ووحدتهم، وتلاحمهم الوطني، وتستهدف تفكيك بنيتهم المجتمعية لكسر إرادة الصمود لديهم، والنيل من عزيمتهم، وبالتالي تحقيق ما عجزت عنه منظومة العدوان الصهيو- أميركية طيلة سنوات الحرب الإرهابية المتواصلة منذ أكثر من تسع سنوات.
وفي خضم الحرب الإرهابية الاقتصادية التي تسعِّرها أميركا تحت مسمى “قانون قيصر” لتشديد الحصار الظالم حتى يبلغ غاياته العدوانية، ثمة حرب نفسية مترافقة مع الإجراءات القسرية الاقتصادية الجائرة، تشنها ماكينات إعلامية ضخمة تديرها ذات الغرف السوداء التي أشرفت على إدارة عمليات الإرهاب المنظم والممنهج ضد الشعب السوري، وبث الشائعات المغرضة، والأكاذيب المضللة هي السلاح القديم الجديد الذي تلجأ إليه منظومة العدوان اليوم في إطار حربها النفسية الشعواء، بهدف محاولة اختراق المجتمع السوري المتماسك، وزرع الشكوك في نفوس المواطنين لإحداث البلبلة والفوضى بما يؤدي إلى توتير الأوضاع الداخلية، والعمل بالتالي على استهداف الدولة السورية من بوابة إثارة الفتن والنعرات الداخلية.
الكثير من الشائعات والقصص الهوليودية المفبركة، تنسجها اليوم مطابخ الاستخبارات الصهيونية والأميركية والغربية، وتدفع بها إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تتلقفها بدون التدقيق في مدى مصداقيتها، فتشكل بذلك تلك المواقع أدوات تحريض لخلخلة بنية المجتمع السوري، خاصة في ظل صعوبة الوضع المعيشي الناتج عن آثار الحرب الإرهابية المسعورة، وما خلفته من تدمير ممنهج للبنى التحتية، وسرقة المصانع، والمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، والنفط وكل مقدرات السوريين، إضافة لما تخلفه العقوبات الأميركية والأوروبية غير المسبوقة في تاريخ الإنسانية من آثار اقتصادية تحرم المواطنين من الغذاء والدواء، وأبسط مستلزماتهم الحياتية، ناهيك عن معاقبة كل دولة أو شركة أجنبية تريد مد يد العون، أو حتى مجرد أن تفكر بكسر هذا الحصار الظالم، وهذا كله يشكل التربة الخصبة التي هيأتها منظومة العدوان كي تجد شائعاتها المغرضة الطريق نحو الانتشار والتغلغل في نفوس الضعفاء.
ما تنسجه إمبراطوريات الإعلام الصهيونية والأميركية والغربية، وتلك الشريكة معها بسفك الدم السوري من شائعات مضللة، هو جزء من مخطط استهداف الدولة السورية وشعبها، وتأتي استكمالاً للحرب الإرهابية العسكرية التي تصدى لها الجيش العربي السوري بكل بسالة وشجاعة، وقهرها كل السوريين بصمودهم وثباتهم والتفاهم حول جيشهم البطل، وتلك الأكاذيب والشائعات التي يروج لها رعاة الإرهاب لها مخططون ومنفذون في دوائر الغرب الاستعماري، بهدف التحريض على الفوضى، لمحاولة امتلاك أوراق ضغط وابتزاز جديدة، وتحصيل مكاسب سياسية، وخاصة أن تلك الشائعات تترافق مع تصعيد إرهابي على الأرض في منطقتي الشمال والجزيرة، وتتزامن مع تسعير حدة الحرب الاقتصادية، ولكن السوريين الذين أدركوا أبعاد هذه الحرب المفروضة عليهم، يمتلكون من الوعي ما يكفي لدحض وتفنيد كل الشائعات المغرضة التي تستهدفهم، وبتلاحمهم وتكاتفهم وصمودهم قادرون على صد العدوان، وكل المؤامرات التي تحوكها منظومة الإرهاب والعدوان.

 

 

 

 

آخر الأخبار
إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر بين الهاتف الهاكر ومواجهة العاصفة الإلكترونية  الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمفقودين تبحثان آليات التنسيق عودة اللاجئين السوريين نقطة تحول من أجل إعادة الإعمار