لعل الاعتماد على الذات هو أحد الأسلحة المهمة جداً في معركة الحصار الاقتصادي – الأميركي – على سورية، ومن أحدث أمثلته، إعادة عدد من مهندسي وعمال محطة بانياس الحرارية، إحدى مجموعات توليد الكهرباء، المتوقفة عن العمل إلى الإنتاج مرة ثانية (١٥٠ ميغا واط)، خلال ثلاثة أشهر،عبر حلول إبداعية واجهت الحصار المانع لتوريد قطع التبديل، ما وفر زمن الانتظار دون إنتاج و١١٢ مليون ليرة سورية.
اللافت للانتباه أن المكافأة جاءت من السيد الرئيس بشار الأسد وكانت مجزية (٤٠٠ ألف ليرة سورية) لكل مهندس وعامل ممن أنجزوا هذا العمل.
لقد عرفنا الاعتماد على الذات في مواجهة الهجمة الإرهابية على سورية في مطلع ثمانينات القرن الماضي، وقد أثمر ما نعرفه الْيَوْمَ عن مصانع الخبز الكبرى، إذ تم تصنيع أغلب خطوط إنتاجها محلياً، والأمثلة كثيرة في الري والزراعة والصحة …..الخ.
ورب ضارة نافعة، فنحن بسبب الحرب فقدنا مواردنا من القطع الأجنبي (يقول رئيس مجلس الوزراء للسادة أعضاء مجلس الشعب، إننا فقدنا ٨ مليارات دولار سنوياً من إنتاجنا النفطي الذي تسرقه أميركا حالياً، ولَم يبق لنا منه سوى ١٠ آلاف برميل يومياً مقابل ٣٨٥ ألف برميل قبل الحرب على سورية)، وهذا مثال واحد فلقد جفت مواردنا من السياحة (وكانت وصلت قبل الحرب إلى ١٠مليارات دولار) والصناعة (وكانت صادراتنا منها ١٤ مليار دولار في السنة) وكثير من الخدمات فإذا ما لجأنا إلى الاعتماد على الذات في الزراعة والصناعة، فسننتصر في المعركة الشرسة، معركة الحصار والدولار، وهي تحتاج إلى صمود وبأس وسخاء الجنود الشجعان، ويكفي أن نقول في هذا السياق إن نجاحنا في تسويق موسم القمح الحالي سيوفر علينا ٨٠٠ مليون دولار في السنة، وهو مبلغ ننفقه لاستيراد القمح، وبات بالإمكان تحقيق هذا الاستغناء باليقظة والحرص والمثابرة والنزاهة، ولاسيما أن المساحة القابلة للزراعة ازدادت ٨٠٠ ألف هكتار بعد نجاحات جيشنا الباهرة في تحرير مساحات واسعة كان يجثم عليها الاٍرهاب المقيت.
وإذ ننظر حولنا وندرس تجارب دول مثلنا ابتليت بالحقد الأميركي، نجد أن خشبة الخلاص الثانية، كامنة في توفير سلع المعيشة الأساسية بأسعار مدعومة تلائم أجور ذوي الدخل المحدود، عبر منافذ بيع حكومية ملتزمة.
حلان، ثالثهما المقاومة والصمود، فالعواصف العاتية لم توقف حركة النقل في البحار.
أروقة محلية – ميشيل خياط