لم ينعم طلاب الشهادات بفك الحجر المنزلي الصحي والتمتع بعودة الحياة والحيوية، إلى الشوارع والساحات والأسواق والمتنزهات، وحل عليهم تعب الجلسات الامتحانية والدروس الخصوصية في حجر دراسي امتحاني فرضه قلق الآباء وخوفهم من الامتحانات وحلمهم بتفوق الأبناء استنفار أسري علني يطوق منازل طلاب الشهادات وتعليمات وقوانين جديدة تحكم نمط حياة أسرهم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تحتل الدروس الخصوصية الصدارة في أولويات الأسرة وتتحدى أهم احتياجاتها الأساسية، وربما أوقعتها في شرك الاقتراض أو فخ الدين، استسلاماً لرغبات الأبناء أو عدوى طلابي أو وجاهة اجتماعية، مع العلم أن وزارة التربية قامت بمحاولات جادة لتعويض الفاقد التعليمي عبر التربوية السورية ومنصات الكترونية إضافة إلى دورات مجانية مكثفة في المدارس لطلاب الشهادات وكثير من القرارات التربوية الحاسمة فيما يخص التوقعات الامتحانية والنماذج التي يطلقها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلاً قلق وتوتر الطالب الذي يتلقف أي معلومة دون الرجوع إلى مصدرها والتحقق من صحتها.
جربنا جميعاً حجراً صحياً منزلياً لحماية صحتنا من وباء عالمي ومع غزارة الإرشادات التوعوية والنصائح الوقائية التي يجب الالتزام بها للوقاية من هذه الكارثة الصحية، لم تكن لتجدي وتؤتي ثمارها لولا امتلاكنا الوعي والدافعية للتصدي لهذا الفايروس ومواجهته بشجاعة وثقة، من هنا وبالمقارنة نجد أنه لا ضرورة لحجر طلاب الشهادات وحظر تجوالهم والأجدى تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية والدافعية، والطالب الذي بدأ عامه الدراسي بجدية واهتمام ومتابعة وفق جدول زمني مرن دون تسويف وإهمال ليس بحاجة خلال التحضير للامتحان إلا لمزيد من الحب و شيء من القلق المحفز وكثير من الاطمئنان ليتجاوز الامتحان بأمان.
وتبقى الدروس الخصوصية وجعاً تربوياً تعليمياً أسرياً مجتمعياً، الشفاء منه مرتبط بمعالجة أسبابه، وتشخيص الداء خطوة العلاج الأولى.
رويدة سليمان – عين على المجتمع