يصرح بوقاحة الأميركي القاتل وبدم بارد “نحن في أميركا نجوّع الشعب السوري ونضارب على عملته، ونسعى لخنقه بركبة قيصر على جواره” إنه جيمس جيفري. هل أدى الشرطي قاتل جورج فلويد في مشهد عنصريٍّ سافر دوراً، لما سيتحدث به جيفري، ذاك يخنق فلويد بركبته في الشارع الأميركي وتخنق أميركا الشعب السوري بركبة قانون قيصر.
ويكمل جيفري في ابتزاز علني ودون خجل، نرفع الحصار إذا طردت سورية المنظمات الفلسطينية والتي يدعوها بوقاحة الأميركي العنصري بالإرهابية،ما يريده جيفري هو تفكيك محور المقاومة، والقضاء على القضية الفلسطينية، وذلك كله لينام محتلو فلسطين، صهاينة تل أبيب بأمان، خاصة بعد مباركة واشنطن ضمه للجولان.
لم تستطع أميركا وتحالفها الشيطاني تركيع سورية عسكرياً. رغم كل الإرهاب الموصوف بمسمياته المختلفة الذي حقنته في أرضها عبر قنوات عبدها أردوغان. ومن شغَّلتهم من أعراق وأجناس، غذت فيهم الحقد.. وابتزتهم لأجله كما لم تنل في السياسة ما يسد رمق شهوتها في تحطيم سورية والوصول بها إلى الدولة الفاشلة.
ولما لم تفلح في شق الصف الشعبي. وأعيتها وزبانيتها الحيل العسكرية والسياسية انبرت لتضع رغيف الخبز السوري على طاولة المقايضة. ضيقوا على دول الجوار لإغلاق منافذ تأمين حاجات معيشة مواطنيها. بعد أن تكسرت سيوف إرهابييها التي جزت رقاب الشباب السوري وشقت صدورهم وقلوبهم..إلى أن تهاوت تحت بوط الجندي السوري.
اليوم تحاول أميركا جزّ الرغيف من فم السوريين. ولقمة عيشهم حتى حليب الأطفال ودواء المرضى .تنتفخ أوداج جيفري متباهياً بأنهم وراء الاضطراب الاقتصادي في الساحة السورية، معلناً أنه يسعى لتركيع القرار السيادي السوري بالمساومة، على قانون قيصر الذي صدق عليه الكونغرس علماً أنه يستثني الغذاء والدواء.
الشيطان الأميركي لم يلتزم يوماً بشرائع الأمم المتحدة، واليوم يطلب حضور الأمم المتحدة، رغم أنها عباءة فضفاضة مهترئة تترنح على أكتاف الصهيونية يريدها غطاءً سياسياً، لنزع وإنهاء الأزمة في سورية. كما يدعي.
وكأن الأمم المتحدة كانت غائبة خلف كمامة الكورونا، قبل الاشتغال عليها وبث الرعب العالمي من خلالها. كمامة غيبت الأمم المتحدة التي كان غير بدرسون ممثلاً لها في أستنة وسوتشي وحتى في أنقرة.
كل ما يحدث في سورية من اضطراب اقتصادي وفراغ مادي في لبنان وتحريك الشارع العراقي بعد كل هدوء واقترابه من الاستقرار، مسخر لأجل تفكيك محور المقاومة وحرف البوصلة عن فلسطين.
سورية صمدت وشعبها سنوات الحرب الطويلة، واليوم يزداد الخناق عليها لسلب سيادتها. لن يتهاوى الشعب السوري أمام الضغوط مهما ازدادت لم تتهاو عزيمة السوريين تحت حد سيف الإرهاب وهو على رقابهم، فهل يظن جيفري أنه يمكن أن نتهاوى تحت سيف شظف العيش المسلط على بطوننا لن يحقق حلمه في تركيعنا.
الفراعنة تباهوا بأهرامات من حجر..ونحن نزهو بأهرامات من بشر..إنهم السوريون مستمرون في الصمود لتجاوز المحنة وإن كان البعض متذمرين إلا أن الوعي لم يفارق الكثيرين، الذين قرؤوا مرحلة تفكيك الاتحاد السوفييتي، وما عانته فنزويلا وتعانيه وحصار كوبا المستمر لسنين خلت وحصار إيران، كل هذه العبر تمنح السوريين القوة للتحدي والمواجهة، ستدور عجلة الإنتاج الوطني صناعياً وحرفياً وزراعياً، رغم حرق حقول القمح وبيارات نخيل تدمر، شاهدةُ الحضارات، ولن يأل المبدعون جهداً، لنهضة استثنائية تكتب اسم سورية بأحرف من نور، ولن يكون قانون قيصر إلا مجرى ماءٍ ملوث نقفز من فوقه دون أن تتسخ ثيابنا.
شهناز صبحي فاكوش – إضاءات