ثورة أون لاين:
رسائلهم آيات عشقٍ أبوا ترتيلها، إلا باسمِ الوطن العظيم.. سوريّتهم التي عانقوها حباً استبسلوا في جعله يردّ عنها كلّ خائنٍ وعدوٍّ رجيم.
أصيبوا، لكنهم لم يتوقفوا عن الذودِ عنها.. نزفوا، ففاضت دماؤهم حتى أغرقت أرضها.. منهم من ارتقى فضمته وقدسته، ومنهم من غرس فيها قطعة من جسده، هي عربون وفائه وتضحيته.
إنه جريح الجيش العربي السوري، الشهيد الحي. المقاتل الذي كتب بنبض إرادته، ما كتبه المقاتل الجريح “غياث علي الديوب” الذي أبى إلا أن تكون رسالته:
“إلى جرحى الجيش العربي السوري. إصابتنا لا تعني عجزنا أو استسلامنا، أو الانكفاء بعيداً عن الحياة، وضمن سرير أو كرسي.
إلى الأعداء الحاقدين، والخونة والمتآمرين.. نحن جرحى الجيش العربي السوري، سنبقى دوماً نواجهكم، لأننا قادرون رغم إصابتنا على دحركم وسحقكم، وعلى الصمود وصولاً إلى النصر أو الشهادة، وتحقيق إنجازات نفخر بها كما نفخر بالكرامة التي تنقصكم”.
نعم، هي رسالة المقاتل الجريح “غياث الديوب” الذي أصيب بشللٍ في أطرافه السفلية أثناء مواجهته للإرهابيين في محافظة حلب. الرسالة التي أطلقها منذ عام 2018، وعندما قام بالمسير من مدينة حماة إلى ساحة الأمويين في دمشق. المسير الذي استمر خمسة أيام، قطع خلالها وعلى كرسيه المتحرك، مسافة 200 كيلو متر.
إنها المبادرة التي تؤكّد بأن أقدام رجالنا راسخة كما جذور السنديان في عمق أرضها، وبأن إرادة الرجال وحدها من تجعل الشّمس تشرق رغم ظلمة الحياة وظُلاَّمها.
المبادرة التي قرر ألا يتوقف تكرارها، وبدليل إعلانه عن قرب موعد مسيره الثاني. مسير جريح الوطن على الكرسي، ومن محافظة حماة، إلى محافظة حلب..
هذا ما قاله لنا، لدى سؤاله عن هذه المبادرة التي شجعته عليها زوجته، واهتم بها الشرفاء من أبناء وطنه. المبادرة التي سيبقى يكررها مستعيناً بإرادته، وموجِّهاً رسالته:
“الخونة مصيرهم الموت، ولا مكان لهم في وطننا..
تحية لقائد الوطن الذي يقدر تضحياتنا ويهتم بنا، وللأوفياء ومن يقومون بمساعدة الجرحى دون مقابل، ودون ضجيج يجرح مشاعرهم. الجرحى الذين أقول لهم: عليكم التحلي بالصبر والقوة والشجاعة ذاتها التي كنتم عليها في أرض المعركة. أي إصابة أو عجز، لا يمكنهما منع الأبطال من التسلح بالإرادة لمتابعة القتال”.
هفاف ميهوب