افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:
في البحث بتفاصيل الحرب العدوانية المُتعددة الجبهات والمحاور والأدوات، التي تَستهدف سورية، يُمكن بسهولة وضع اليد على المُخططات، والمُخططات البديلة، التي استُخدمت.
لا يَحتاج الأمر إلى عبقرية الاستنتاج كي يَتعرف المُتابع على أسباب ومُوجبات انتقال واشنطن ومُعسكرها من مُخطط لآخر، ذلك أنّ هذا الانتقال بذاته يَعكس من جهة أحد أوجه الفشل الأميركي، ومن جهة أخرى يُؤكد صلابة وقوة الطرف المُستهدف.
في الصراع الدائر الذي تَقوده الولايات المتحدة -نحن في المَركز منه بغايات الاستهداف- يُمكن بسهولة القبض على مُحدداته، وسلسلة حلقاته.
في الصراع إياه، يُمكن بيُسر التعرف على مجموعة الأطراف الأخرى المُستهدفة التي تَتَوزع على المَدارات التي تُحيط بالمركز – سورية – ذلك لتَتَضاعف العناصر المُساعِدة على فَهم أهداف وغايات الحرب والعدوان، بما يَجعل من السُّذّج يكتشفون حالهم، ومن العُملاء والخونة ليَتعرفوا إلى حقيقة أدوارهم وأحجامهم ومواقعهم!
لماذا تَتنقل واشنطن – كمركز قيادة للحرب – على خريطة الأهداف والمُخططات بهذا الشكل، وعلى هذا النحو الذي يَسمح بالقبض عليها، وبما يَجعل أمرها مُفتضحاً؟
هل تُجري واشنطن هذا الانتقال والتنقل، فقط لأنها تَفشل بمُخطط فَتَضطر للآخر في سلسلة البدائل؟ أم لأنّ الطرف الآخر يَكشف كل مرّة عن قوّة يَكتنزها، ويَنبغي ضربها وتدميرها؟ أم لأنّ مجموعة الأهداف والغايات الصهيو – أميركية تَستحق التَّجرّع المُتكرر لمرارة الهزيمة والانكسار؟
إذاً، هو العنادُ والاستكبار والإنكار الذي يُتَرجَمُ بالانتقال من مُخطط فاشل لآخر تُفشله سورية بالقوة والصلابة والصمود.
بالإنكار والعناد، وبأوهام إضافية تَندفع الولايات المتحدة ومعها حلفها الشيطاني بهذه الأثناء للانتقال من الاعتماد على الأدوات والوكلاء إلى العمل المُباشر بالأصالة عن الذات العدوانية الأميركية – الصهيونية، وهو ما يَعني أن واشنطن مُصممة – بالعناد والإنكار والاستكبار – على الذَّهاب إلى النهايات التي رَسمتها وخططت لها، رغم مَعرفتها ربما أن حالها بمُلاحقة ما تُلاحقه، إنما يَعكس حال الأحمق المُنفصل عن الواقع.
النهاياتُ التي لم تَبلغها الولايات المتحدة بالحرب والإرهاب، لن تَبلغها بقيصر والعقوبات ومُحاولات العزل والحصار، بل الأهم أنّ تلك النهايات الواهمة يُقابلها نهايات أخرى لا تُلاحقها سورية كحلقة ذهبية في محور المقاومة، بل تَراها دمشق واقعاً مُتحققاً ناجزاً.
إن الانتصاراتُ التي أُنجزت، وتلك التي تُستكمل بدحر الإرهاب الصهيو – تكفيري، هي الترجمة الحرفية للواقع الذي نَستكمله، وإن الوقوف بثقة على بُعد خطوة، استعداداً وتَحضيراً لاستحقاقات دستورية – انتخابات مجلس الشعب – هو الدليل الآخر على الصمود والانتصار وعلى التمسك بالسيادة والاستقلال، فضلاً عن أنه الدليل القاطع بأن قواميس سورية الوطنية تَخلو من مُفردات القَبول بالهيمنة، بل لا مَكان فيها لما يُشير مُجرد إشارة إلى قَبول تقديم أي تنازلات.
الذهابُ للنهايات التي تُحقق لأميركا – المُتوهمة – ما بدأت الحرب والعدوان من أجله، إذا كان الخيار الذي تُقرر المُضي به حتى مع تَفجر أزماتها، الداخلية منها والخارجية، فإنّ خيارنا الذي لم ولن يَتغير كان دائماً قَبول التحدي من مُنطلقات وطنية سيادية خالصة.
قد واجهنا الحرب والعدوان، وانتصرنا، وسنُواجه الإرهاب الاقتصادي.. بالعزيمة والثَّبات سنَنَتصر يَقيناً.