ثورة أون لاين :
يزداد انتشار أمراض العيون المرتبطة بالتدخين حيث استهلاك التبغ يرتفع إلى حدود أعلى مما يتوقع.
يدرك معظم الناس تماماً أنَّ التدخين، بجميع أشكاله، يمكن أن يسبّب أمراض السرطان والرئة والقلب، بالإضافة إلى العديد من الأمراض الصّحيّة المزمنة الأخرى، ولكن التدخين هو من أكثر العادات ضرراً للعيون أيضاً، وقد وجدت دراسة أنَّ المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بالعمى بنسبة أربع مرات مع تقدّم السنّ، ومع ذلك، فإن العديد من المدخنين لا يدركون هذا الخطر.
لدينا أربع حالات خطيرة متعلّقة بأمراض العين تنتج عن التعرّض المتكرّر لدخان التبغ، وهي كالآتي:
متلازمة العين الجافة
متلازمة العين الجافّة هي حالة شائعة حيث يمكن أن يؤدّي المناخ الجاف إلى تفاقم حالة العين بشدّة، تحدث متلازمة العين الجافة عندما لا تحتوي العينان على كمّية كافية من الدموع أو على النوع الصحيح منها، ومن المعروف أنَّ دخان السجائر يحتوي على أكثر من 7 آلاف مادة كيميائيّة، ويمكن للعديد منها أنّ يسبّب التهيّج والتّلف أثناء حدوث متلازمة العين الجافة.
وتشمل أعراض متلازمة العين الجافّة الإحساس بالحرقة، والحكّة في العين، والاحمرار، والإحساس الرملي، والتهيّج الشديد.
ويوصي الخبراء الأشخاص المعرضين لجفاف العين بتجنّب التدخين والتلامس مع الدخان معاً، لأنَّ المدخنين معرضون للإصابة بمتلازمة جفاف العين بنسبة تصل إلى الضعفين.
السّاد أو المياه البيضاء
السّاد هو حالة الاعتام التي تصيب عدسة العين الطبيعيّة، يسبّب السّاد رؤية ضبابية ويجعل الألوان تبدو باهتة أو متلاشية أو مصفرة.
إنَّ السّاد هو السبب الرئيس للعمى وضعف البصر المتوسط في جميع أنحاء العالم، لذلك، فإنَّ منع الإصابة بالسّاد ينطوي على فوائد صحّيّة كبيرة، ويزيل العبء المالي والسريري للمرض، وبالتالي، فإنَّ تحديد عوامل الخطر لهذه الحالة مهم، وقد يساعد على اتخاذ تدابير وقائيّة.
المدخنون أكثر عرضة للإصابة بالسّاد (المياه البيضاء)، يؤدّي التدخين إلى تغيير خلايا عدسة العين من خلال الأكسدة، ويساعد على تراكم المعادن الثقيلة في العدسة، الأمر الذي يؤدّي بالتالي إلى تشكّل السّاد في العين واعتامها.
التنكّس البقعي المرتبط بالعمر
يحدث التنكّس البقعي المرتبط بالعمر عندما يتلف جزء من الشبكية الذي يسمى اللطخة، يفقد المريض الرؤية المركزيّة ولا يستطيع رؤية التفاصيل الدقيقة، لكن الرؤية المحيطيّة (الجانبيّة) تبقى طبيعية، وفي بعض الحالات، يمكن أن تساعد بعض العلاجات الطبّية في تقليل مضاعفات التنكّس البقعي المرتبط بالعمر، ولكن لا يوجد علاج حتى الآن.
المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف بالمقارنة مع غير المدخنين، والأشخاص الذين يعيشون مع المدخنين هم عرضة مرتين أكثر لتطوّر هذه الحالة أيضاً.
اعتلال الشّبكيّة السّكري
المدخنون المصابون بداء السكري معرّضون أيضاً لخطر الإصابة باعتلال الشبكية السكري، واعتلال الشّبكيّة السّكري هو تعرّض الأوعية الدموية في العين للتلف، يتسبّب التدخين في تضيّق الأوعية الدمويّة، الأمر الذي يؤدّي إلى تقليل تدفق الدّم إلى العينين، يمكن أن تؤدّي الحالة إلى اعتلال الشبكيّة السّكري، وهو مرض يتميّز بأعراض مثل تشوّش الرؤية أو تشوّهها، وربما قد يصاب الشخص بالعمى.
يشمل العلاج تناول الأدوية أو الجراحة بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ التدخين يرفع نسبة السكر في الدم، ويمكن أن يجعل الجسم أكثر مقاومة للأنسولين، ما قد يؤدّي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدّم، ويمكن أن يؤدّي سكّر الدّم غير المنضبط إلى مضاعفات خطيرة من مرض السكري، ومنها اعتلال الشّبكيّة السكري.
ويعدّ التدخين عامل الخطر الوحيد الذي يمكن السيطرة عليه، والذي يساهم في تطوّر العديد من الأمراض المرتبطة بالعين.