ثورة أون لاين – منـذر عيـد:
ما الذي دفع رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب الانتقال الى مرحلة بديلة عن التدخل العسكري بعد فشل مرتزقته الارهابيين في تحقيق مخططاته، والذهاب الى مرحلة الحصار الاقتصادي الاحادي الجانب على سورية، وتنفيذ مايسمى “قانون قيصر”؟.في الحياة اليومية، والتجارب العملية الواقعية، فان الانتقال من مرحلة الى مرحلة بديل في اي مشروع هو دليل على فشل المرحلة او المخطط الاول، والا لما كان هناك من داع الى الانتقال الى الخطط البديلة، هذا الواقع ينطبق على المخطط الامريكي الارهابي في سورية، و”قيصر” الجديد، فالى أي مدى ستنجح ادارة ترامب في معركتها الارهابية الاقتصادية في سورية؟.
قبل الاجابة عما سبق، لن نبالغ بعدم الاكتراث بـ”قيصر”، بل لا شك بأن ثمة تداعيات سلبية ستطول الشعب السوري، في لقمة عيشه ودوائه، وأساسيات يوماياته، لكن دون أن تصل تلك التداعيات حد هزيمته، فسورية ” قيادة وجيشا وشعبا” صمدت طوال عشر سنين مضت، وواجهت بكل اقتدار حرب عسكرية ارهابية، ضمت عشرات الدول وأقواها عسكريا واستخباراتيا واقتصاديا ” امريكا، فرنسا، بريطانيا، تركيا، الكيان الصهيوني، قطر، السعودية” ومشاركة العدد الكبير ممن يأتمر بأمرهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، لن ترضخ في نهاية المشوار وتسلم في أخر معركة لها في الحرب الارهابية الكونية عليها، وهي “سورية” من عرفت كيف تدير أزماتها، وتجترح الحلول لكل عائق يعترض مشوار صمودها.
سورية اليوم هي ذاتها سورية الامس، عندما زارها وزير خارجية “المتجبر” الامريكي كولن باول بعد غزو بلاده العراق عام ٢٠٠٣، حاملا مطالب أسياده حينها، والتي تتمحور جميعها في فرط عقد محور المقاومة، والتخلي عن تبني القضية الفلسطينية ودعم فصائل المقاومة، فكان جواب دمشق رفضها جميعا، وصمدت سورية واستمرت في دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، وزادة متانة العلاقات مع ايران ، فكانت انتصارات 2006 على العدو الاسرائيلي في لبنان، وكان محور المقاومة أكثر تماسكا ووحدة.ذات السلة والشروط التي حملها باول، يحملها اليوم ما يسمى المبعوث الأميركي لدى دمشق المدعو جيمس جيفري، ما يمهد لتطبيق ما يسمى “صفقة القرن” وتفكيك محور المقاومة، وأخذ سورية الى الضفة الصهيو -امريكية، الا أن الثابت والمؤكد أن سورية التي رفضت التسليم والاستسلام في بداية
الحرب والضغوط عليها، لن تقبل التسليم والاستسلام، وهي تقترب بخطوات قليلة من اعلان النصر.
ما تتعرض له سورية ليس بالجديد، فقد واجهت سابقا العديد من العقوبات والحروب والحصار، وخرجت منها جميعا منتصرة، واعوام الثمانينات تشهد على قوة صمود سورية.
من المؤكد أن سورية ليست وحيدة في ساحات المعارك، العسكرية منها أو الاقتصادية، فهناك حلفاء واصدقاء ساندوها في حربها ضد الارهاب الامريكي والصهيوني والتركي والرجعي العربي، وهم ذاتهم اليوم يعلنون وقوفهم الى جانبها في حربها ضد الارهاب الاقتصادي الامريكي، خاصة وأن ذاك الارهاب يطالهما بجانب ما.
بالمختصر المفيد، سيتسبب “قيصر” بآلام وأوجاع لدى الشعب السوري، لكن المؤكد الاكثر أنه لن يستطيع النيل من عزيمته وارادته، واصراره على الانتصار على أعداء سورية ، وسيكون ثلاثي ” القيادة والجيش والشعب” الصخرة التي ستتكسر عليها جميع مخططات أعداء سورية، وعليها ستتحطم “رأس قيصر”