ثورة اون لاين – أدمون الشدايدة:
تتجاوز الولايات المتحدة الأميركية كل القوانين والأعراف الدولية، وتدنو بمستوى تعاطيها غير الأخلاقي إلى القاع، فترنو إلى ما ينعش آمالها في المنطقة، لاسيما سورية عبر فتح بوابات الإرهاب الاقتصادي على مصراعيها وحشد كل إمكانياتها لغرض منع الدولة السورية من الاستثمار في نصرها العسكري على الإرهاب، ومتابعة مسيرة النهوض عبر إعادة الاعمار وسن القوانين والتشريعات الجديدة التي تخدم المرحلة القادمة ما بعد الإرهاب.
المشروع الأميركي الذي تحاول أن تبنيه على الضغوطات الاقتصادية والتي تتمثل بما يسمى قانون “قيصر” ليس إلا استمرارا لسلسلة طويلة من سلسلة الضغوطات الاقتصادية المماثلة على الشعب السوري، وبند جديد من بنود قراراتها في متابعة سرقة مقدراته المعيشية.
فهي عمدت على مدى أكثر من تسع سنوات إلى سرقة النفط السوري وتدمير البنى التحتية للمدن السورية بشكل مباشر أو عبر مرتزقتها الإرهابيين، إضافة إلى ما يشهده الشمال السوري من حرق متعمد للمحصول الاستراتيجي من القمح والذي يدعم الشعب السوري في مسيرته الحياتية والمعيشية.
محللون يرون أن ما يسمى قانون “قيصر” لا يستهدف سورية فحسب بل يستهدف كل من يقف في وجه المشروع الصهيو-أمريكي في سورية والمنطقة، وبالتالي من يقف في وجه الكيان الصهيوني، لأنه من أهم المستفيدين من تطبيقه، وبالتالي انشغال سورية ومحور المقاومة عن قضية فلسطين الأساسية، كما أن الإجراء الأميركي العدواني يهدف إلى تعويم مشروع التقسيم والفوضى في سورية، بحيث أن ما يحدث في الشمال أيضا على أيدي قوات الاحتلال التركي من محاولات تتريك وفرض اتاوات على المواطنين هناك وإجبارهم على التعامل بالليرة التركية، وأيضا ما يحصل في منطقة الجزيرة السورية في مناطق سيطرة قوات الاحتلال الأميركي، يحاكي بطريقة أو بأخرى رغبات وأوهام الكيان الإسرائيلي جنوباً.
لكن على المقلب الآخر فإن واشنطن تحاول أن تخفي وراء كواليسها حقيقة تنقلها بين الإرهاب العسكري والإرهاب الاقتصادي، بحيث يظهر جلياً فشل أجنداتها في سورية، إضافة لكون “قيصر” دليلا إضافيا لسقوط ما راهنت عليه في مشروعها الإرهابي الأول خلال أكثر من تسع سنوات مضت، والتي وضعت لتحقيقها كل أوراقها الإرهابية العسكرية في الميدان.
المستوى الذي انحدر إليه مسؤولو الإدارة الأميركية ليس إلا استكمالا لأدوارهم المشبوهة على مدى سنوات خلت داخل سورية وخارجها.. لكن الشعب السوري وجيشه الباسل لن يسمحا لمحترفي الإجرام الأسود في البيت الأبيض بإعادة إحياء مشروعهم المندحر.