ثورة أون لاين – ريم صالح:
تحظى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بالكثير من الاحترام الذي تكنه لها الكثير من الدول، نتيجة مبادئها ومواقفها الإنسانية، وكان رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل (1942-2011) يتميز بالمحبة الإنسانية السامية التي خص بها إلى جانب شعبه الكثير من الأجانب الذين قدم لهم الكثير من المساعدات عندما احتاج الأمر لذلك.
وفي نشرة لسفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في دمشق تلقت “الثورة” نسخة منها، تذكر أن عددا غير قليل من الأجانب كانوا قد نجوا من الموت المحقق وعادوا إلى الحياة بفضل محبة ورعاية جونغ إيل، ومن بين هؤلاء وائل بركات الذي كان عضوا لسفارة جمهورية مصر العربية لدى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، حيث أشارت النشرة إلى أنه في تشرين الثاني من عام 1994 تعرض هذا الشخص لإصابات خطيرة في أعضائه الداخلية الرئيسية، ونقل مغميا عليه إلى مستشفى بيونغ يانغ للصداقة، وكانت حالته خطيرة لدرجة أن الأطباء من ذوي الخبرات الطويلة تخوفوا من حالته ومن إجراء أي عمل جراحي له، حتى أمه التي قدمت من مصر لرؤيته كانت عاجزة.
وتضيف النشرة أن جونغ إيل تلقى وقتها تقريرا عن هذا الأمر، فاتخذ إجراءات كفيلة بإنقاذ المريض، حيث شكلت مجموعة طبية مقتدرة تضم أكثر من عشرة أطباء، وتم تخصيص أحدث الأجهزة الطبية والأدوية الغالية دون ادخار، وبدأت عملية علاجه المستعجل ليل نهار، حتى شفى واستعاد عافيته وخرج من المستشفى بعد أن كان على مفترق الحياة والموت لأكثر من شهر واحد، الأمر الذي دفع أمه للتعبير عن خالص شكرها ومحبتها وتقديرها لجونغ إيل، وقالت:” غمرتم ابني بالحب الأبوي اللا متناهي، لا أعرف كيف أرد على حبكم الكبير، حقا إنكم أب يحتضن الجميع ويعتني بهم عناية دافئة”.
وذكرت النشرة أيضا حادثة أخرى تعبر عن إنسانية جونغ إيل، وذلك عندما اضطر الهندي غوفيند نارائين سريباستابا الذي كان أمينا عاما لمعهد دراسة فكرة زوتشيه في منطقة آسيا إلى أن ينزل من الطائرة في أحد البلدان لوعكة صحية أثناء عودته إلى بلده من زيارة لكوريا الاشتراكية، لينقل إلى المستشفى.
وتقول النشرة أنه حينما كان يخضع للعلاج هناك لعدة أيام، زاره أحد الكوادر الكوريين مع طبيب بارع أرسله رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل مع العقاقير النفسية قلقا على صحته، وذلك بعد أن كان قد استمع لتقرير عن تلقيه العلاج في أحد المستشفيات الأجنبية وهو في منتصف طريق العودة إلى وطنه.
وتضيف النشرة أنه بعد بضعة أيام من ذلك قال رئيس لجنة الدفاع الوطني إنه لا بد أن يشتاق لإبنه الذي في الوطن، لكونه مريضا وطريح الفراش، واتخذ التدابير لإرساله إلى جانبه، وعندها أعرب غوفيند عن تأثره وانفعاله مما حصل وقال شاكرا: “بالنسبة للإنسان بوصفه الكائن الاجتماعي، ما من سعادة أكبر من عيشه وسط الحب والثقة، إذ أنهما بالضبط أعظم شيء يمكن للإنسان أن يمنح الإنسان إياه، إذن حين يحظى أحد بالحب والثقة من جانب رجل عظيم تحترمه جميع الشعوب في العالم، مع ما يمكن مقارنة تلك السعادة والأمجاد، بهذا المعنى أقول إني حسن الحظ في هذه المعمورة”.