من يقلّم مخالب السلطان..؟!

لا شك بأن لوثة دماغية “انكشارية” قد ضربت عقل المأفون “رجب أردوغان” الوريث الجديد لسلاطين آل عثمان المقبورين، فاعتقد نفسه “خليفة” جديداً على شاكلة البغدادي المقتول أو المختفي، بحيث راح يتصرف خلافاً للقانون الدولي ــ حاله حال الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل الخارجتين باستمرار على الشرعية الدولية- مخترعاً المبررات التي تناسب جنونه الإخواني للتدخل في هذه المنطقة أو تلك، ونشر قواته المعتدية ومرتزقته خارج حدود البلاد، التي شكلت بتمددها قديماً لعنة للمنطقة وشعوبها على مدى أربعة قرون.

فمن الشمال السوري إلى الغرب الليبي، وصولاً إلى الشمال العراقي، يصرُّ رأس النظام التركي على الحضور العسكري بأجندات تتعارض كلياً مع مصالح المنطقة وشعوبها، وتتقاطع بالكامل مع مصالح أعدائها، وهو بذلك يقدم خدمات “جليلة” لكل من يريد العبث بأمن المنطقة وتهديد استقرارها عبر تأجيج الصراعات والحرائق فيها، أملاً منه في توسيع “السلطنة” البائدة وجني المكاسب والمصالح فيما بعد.

اللافت في الأمر أن أردوغان يتحرك في ليبيا بضوء أخضر أميركي مكرساً حضور نظامه “المثير للمشكلات” بدور وظيفي قذر ترضى عنه إسرائيل ويتبرم منه بعض حلفائه في الناتو لكنهم لا يفعلون شيئاً، وهو ما يستدعي رداً عربياً حاسماً ولاسيما من قبل مصر لأن التحرك التركي في ليبيا هو تهديد مباشر لأمنها القومي والإقليمي واستقرارها الداخلي من البوابة الإخوانية، ولا يخفى على المصريين ابتهاج الأخير عندما كان الأخوان في رأس السلطة وتطلعه لإلحاق مصر بالمشروع الإخواني الذي يقوده أردوغان.

ليس سراً بأن أردوغان يعاني كثيراً في الداخل التركي بسبب انشقاقات عديدة في حزب العدالة والتنمية وتراجع شعبيته بشكل واسع، ولذلك يحاول تحقيق أي إنجاز خارجي وتكريس نفسه “كقائد” أو زعيم على المستوى الإقليمي إنقاذاً لصورته المهتزة في الداخل، وبالتالي إسكات صوت معارضيه بذريعة تحصين الأمن القومي التركي، وهذا ما يقدم للدول العربية المتضررة من التدخل التركي في شؤونها فرصة ذهبية للتعاون والتنسيق فيما بينها لإفشال مخططات أردوغان، وحين تفشل مخططاته خارج الحدود سيكون سقوطه في الداخل مدوياً، لأن معارضيه في الداخل سيستثمرون هذا الفشل على أكمل وجه.

نافذة على حدث – عبد الحليم سعود

 

 

 

آخر الأخبار
دمج الأطفال بأنشطة حسية ولغوية مشتركة تعزز ثقتهم بأنفسهم     إغلاق مصفاة حمص وتحويل الموقع لمستشفيات ومدارس        لبنان في مرمى العزلة الكاملة.. "حزب الله" يسعى وراء مغامرة وسوريا ستتأثر بالأزمة    وزير الطاقة: تخفيض أسعار المشتقات النفطية لتخفيف الأعباء وتوازن الاستهلاك     الرئيس الشرع: الإدارة الأميركية تتفق مع هذه الرؤية   "مجلس الشيوخ" الأميركي يقرّ اتفاقاً لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد  درعا تعيد صوت الجرس إلى ثلاث مدارس   أميركا تخطط لبناء قاعدة عسكرية ضخمة قرب غزة بقيمة 500 مليون دولار  وسط صمت دولي.. إسرائيل تواصل انتهاكاتها داخل الأراضي السورية بهذه الطريقة  تعاون مرتقب بين "صناعة دمشق" ومنظمة المعونة الفنلندية  "التربية والتعليم" تعزز حضورها الميداني باجتماع موسع في إدلب 80 فناناً وفنانة في مبادرة "السلم الأهلي لأجل وطن"  خسائر بأكثر من سبعة ملايين دولار بسبب فساد في القطاع العام     ترامب يحذر الشرع من إسرائيل:  هل بقيت العقبة الوحيدة أمام سوريا؟   تنفيذ طرق في ريف حلب ب 7 مليارات ليرة  الكهرباء تكتب فصلاً جديداً في ريف دمشق.. واقع يتحسن وآمال تكبر السكك الحديدية السورية.. شريان التنمية في مرحلة الإعمار  بمشاركة سوريّة.. الملك سلمان يتحدث في مؤتمر "من مكة إلى العالم" جودة الخبز ورفع الجاهزية على طاولة التجارة الداخلية  "مهرجان تسوّق حلب".. عودة الألق لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي