للحظة قد يكون ما تشهده سورية من محاولات منظومة العدوان وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية لتدميرها بشتى السبل، وفشلهم المرة تلو الاخرى، ولجوء إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تدميرها بالحصار الاقتصادي الجائر عبر ما يسمى (قانون قيصر) الإرهابي، يشبه الى حد بعيد خديعة (أخيل) وحصانه الخشبي لدخول طروادة بعد فشله بتحقيق ذلك المرة تلو الأخرى.
في الصورة العامة فإن المشهدين متشابهان، إلا أن الأمر في حقيقتة خلاف ذلك، فترامب ليس (أخيل) إلا في كعبه، الذي لم تمسه مياه نهر ستيكس المقدسة حين غمرته أمه فيها، وسورية ليست طروادة، فمعرفة السوريين بحقيقة ترامب تفوق جداً معرفة أهل طروادة بـ(أخيل)، وإن كانت فكرة الحصان واحدة لدى الرجلين، فالأخير دخل المدينة بحصان خشبي وفعل فعلته بسكانها، أما ترامب فيحاول دخول سورية بحصان (الإنسانية).
من المضحك أن تقوم الإدارة الأميركية بسوق الكذب بشكل مستمر، لحد جعل وزير خارجيتها مايك بومبيو بتصديقها، وقيامه بتسويق تلك الأكاذيب إلى العالم، ليدعي أن هدف العقوبات المفروضة في ( قيصر) هو حماية المدنيين في سورية، كذبة سرعان ما تداعت أمام الحقيقة التي نطقت بها منظمة (هيومن رايس ووتش) التي طالبت في بيان لها الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بالسماح مجدداً بإدخال مواد الإغاثة الإنسانية عبر معبرِ (اليعربية) الذي تسيطر عليه الميليشيات الإرهابية والاحتلال الأميركي، دون أن ننسى الفضائح التي كانت وراء (المساعدات) التي كانت تقدم سابقاً إلى مناطق محددة في سورية بعيداً عن رقابة الحكومة السورية، والتي كانت في معظمها (مساعدات) عسكرية وعينية مخصصة فقط للمجموعات الإرهابية.
(قيصر) ليس بالجديد على سورية، وهي من تتعرض للإرهاب الاقتصادي والعقوبات الأميركية والأوروبية منذ سبعينيات القرن الماضي، بل إن (قيصر) دليل فشل المخططات الأميركية عبر حربها الشرسة بأذرعها الإرهابية.
منـذر عيـد – حدث وتعليق
moon.eid70@gmail.com