اليوم توجه ملايين الطلاب السوريين إلى مدارسهم لتقديم الامتحانات العامة، لكن التنظيمات الإرهابية المتطرفة منعت الآلاف منهم في المناطق التي تحتلها من حقهم في ذلك، لأنه ليس في أجنداتها سوى التدمير والقتل ونشر الفوضى الهدامة، وفوق هذا وذاك نشر الجهل والظلامية في المناطق التي تسيطر عليها، وبث سمومها التكفيرية بين الأطفال والطلاب والمجتمع برمته.
وهذا الكلام ليس من بنات أفكارنا بل هو حقيقة تثبتها مئات الوثائق والممارسات على مدى تسع سنوات من الحرب العدوانية الظالمة على سورية، وآخرها عدم سماحها لطلاب شهادتي الثانوية العامة والتعليم الأساسي في مناطق في محافظة إدلب التي تسيطر عليها بالخروج من المحافظة لتقديم الامتحانات العامة.
فالدولة السورية، وانطلاقاً من مسؤوليتها تجاه مواطنيها وطلابها على وجه التحديد، اتخذت كل الإجراءات والاستعدادات كافة من قبل مختلف وزارات ومؤسسات الدولة لإتاحة الفرصة لهم في المناطق الخاضعة لتلك التنظيمات الإرهابية للتقدم إلى الامتحانات وتقديم التسهيلات كافة لتحقيق هذا الأمر، لكن الإرهاب يأبى إلا أن يفعل فعله الأسود ويغلق منافذ العلم والنور.
ولم تكن تلك التنظيمات المتطرفة وحدها من يقوم بذلك، فالنظام التركي الذي يحتل الأرض السورية، ويدعم الإرهابيين بالمال والسلاح، يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الجديدة التي تضاف إلى سجل جرائمه الأسود.
لكن المفارقة المثيرة للاستهجان أن المجتمع الدولي ومؤسساته لم تنبس ببنت شفة عن جرائم التنظيمات الإرهابية والنظام التركي بحق عشرات الآلاف من الطلاب السوريين، في الوقت الذي نرى صوتها يرتفع في قضايا كثيرة غير محقة وغير منصفة، تماماً كما هي مواقفها المنحازة للإرهاب في كل ما يتعلق بسورية، لأنها لا تكتب إلا بالحبر الذي يفرضه سيدها الأميركي.
بقعة ساخنة – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة