ثورة أون لاين- سلوى الديب:
فن الفسيفساء علم وعقيدة من أقدم الفنون التصويرية، كان لاتحاد الكتاب فرع حمص وقفة مع هذا الفن المميز، سلط الضوء عليه من خلال محاضرة، تتناول المراحل التاريخية لهذا الفن، بعنوان “فن الفسيفساء وآثاره في سورية”، للدكتور خليل المقداد وذلك في مقر الجمعية التاريخية في حمص.
استعرض من خلالها المقداد موضوعا شيقا يتعلق بالتراث والحضارة في بلاد الشام التي انعكست على الحضارة العالمية، اقتبس العالم هذا الفن عنه من خلال اللوحات التي وجدت في سورية، وقام بعرض 250 لوحة مما تم الكشف عنها في المواقع الأثرية في المدن والأرياف والسواحل والداخل، وتناول المراحل التاريخية التي مرّ فيها هذا الفن وتنوع موضوعاته مع الاستشهاد بصور للوحات من هذه العصور:
حيث تحدث عن بداية هذا الفن في القرن الرابع قبل الميلاد، فكانت أول لوحة عبارة عن معركة جرت بين الإغريق والفرس بين الإمبراطور زايوس والإسكندر المقدوني ثم تلاها ظهور لوحات تمثل أشكالا هندسية عبارة عن مربعات ومستطيلات، وجدت في كاتدرائية بصرى في معبد وثني يرجع إلى العهد النبطي، وكان مبتكر هذا الفن مطلعا على علوم السياسة والدين والثقافة والفن، فاقتبسوا مواضيعها بداية من الأساطير، فقام المقداد بعرض لوحة الخلق التي جسد فيها 25 شخصية وهي عبارة عن الآلهة التي كانت تعبد في تلك الفترات الزمنية منها : آلهة الأرض وآلهة الخصب وآلهة الفلاحة و آلهة الريح ..
وقام بطرح العديد من المفاهيم البيولوجية أي المعتقدات في العصر ما قبل الكلاسيكي والهلينستي ثم تلاه العصر الروماني، أما في العصر البيزنطي فجرى تحول بالمفاهيم حيث انتقلنا إلى الديانة المسيحية، لذلك تم اقتباس موضوعات اللوحات منها كتجسيد السيدة العذراء والمسيح..
وتناول المفاهيم التي درجت في العهد البيزنطي وبداية العصر الإسلامي في فن الفسيفساء، حيث تم تغيير المفاهيم والانتقال إلى المفاهيم الطبيعية ، المأخوذة من الطبيعة ، وقد عرضت في الجامع الأموي حيث جسدت الجنة والأشجار والأنهار ..
وعرض المحاضر لوحة لسباق عربات تتحدث عن قصة شاب أراد أن يخطب ابنة الملك، فكان هناك مساومة على المهر، والملك لايرغب بتزويجها لهذا الفارس، فتم الاتفاق مع الكهنة على قتله بحيلة أثناء سباق للعربات، فأنقلب السحر على الساحر وقتل الملك ..
وعرض لوحة من العهد البيزنطي وهي صورة لأمير في ريعان الشباب فتنت فيه الإناث والحيوانات ، فجمعته الصورة مع عدد من الحيوانات والصبايا والجميع مفتون به وبموسيقاه.
وفي نهاية المحاضرة تم نقاش شيق بين الدكتور و الحضور فأشار إلى وجود آلاف اللوحات في سورية، وقام بإهداء الجمعية التاريخية نسخة من كتاب وثق به 25 لوحة باسم “الفسيفساء السورية والمعتقدات الدينية القديمة”.
