فرض فيروس كورونا المستجد- كوفيد 19 إيقاعه على حياة المجتمعات البشرية، وبات العالم اليوم أمام معطيات واضحة ومحددة فيما يخص الفيروس وآفاق انتشاره السريع، وأي مواجهة معه يجب أن تنطلق من الوعي بهذه المعطيات والتصرف على أساسها فردياً وجماعياً.. فمرحلة التعايش مع الفيروس أصعب من مرحلة حد الانتشار والتي تفرض أن تكون الوقاية أسلوب حياة وليست مرحلة مؤقتة..
لا يزال وباء كورونا المستجد يواصل انتشاره العالمي بعدد إصابات تجاوز العشرة ملايين شخص ووفيات تجاوزت النصف مليون، وفي وقت تسخر حكومات العالم جميع جهودها وإمكانياتها لوقف الانتشار المدمر لهذا الوباء، تتركز الأنظار والجهود والنتائج حول وعي المجتمعات والشعوب بخطورة هذا الوباء والمشاركة الفعالة في جهود مواجهته لأنها العامل الحاسم والأكثر تأثيراً في محاربته والخلاص منه.
لكن الوعي المجتمعي لم يبلغ حد الكمالية بعد، إذ لا يزال أشخاص- مُشتبه بإصابتهم- بالفيروس يرفضون التعاون مع الجهات الصحية المعنية، واتخاذ الإجراءات اللازمة، لحماية أنفسهم والمجتمع الذي يتواصلون معه، وهنا نكون أمام أسوأ الإصابات، عندما يكون الشخص مصاباً لكن من دون أي أعراض ويتسبب بالعدوى لجميع مخالطيه.. وعلمياً إن هذا النوع يشكل حوالي 25-30 % من الإصابات بالكورونا -الإصابات اللاعرضية.
الاستهتار بأبسط سبل الوقاية وبطرق العدوى والحماية من جائحة فيروس كورونا المستجد- كوفيد 19 يُرى في كل مكان، وكذلك الامتناع عن تغيير العادات والسلوكيات اليومية التي بات ينفذ منها هذا الفيروس وينتشر عبرها.. وأن غالبية المواطنين لا تعير اهتماماً لشريط التوعية عن الفيروس أسفل شاشة التلفزيون، وخاصة بتعليمات التباعد الجسدي.. فقد كثرت السهرات العائلية أكثر من السابق والزيارات الكثيرة ومن دون مبرر وأصبحت تدق ناقوس خطر المخالطين الذي قد يكون أحدهم حاملاً للفيروس.
ستبقى المسؤولية فردية وعلى قدر الاستجابة الشخصية لكل منا.. وعلينا أن نتبنى عبارة (كلنا مصابون بالكورونا حتى يثبت العكس) لنقدر فعلاً التعامل مع إجراءات الوقاية بجدية..!! والمواجهة اليوم والتصدي الأساس للدول والمجتمعات هو الحد من انتشار المرض وتقليل الإصابات به عبر التنفيذ الدقيق والصارم لاستراتيجيات الوقاية والعزل وخفض مجالات الاختلاط في الأماكن العامة والالتزام بالتعليمات الصحية الرسمية.
أروقة محلية – عادل عبد الله