في دعوة ترامب إلى حفلة “قانون قيصر” ثمة من جاء.. وثمة من تخلف عن لبس رداء واشنطن للعقوبات.. صفقت بعض الدول الأوروبية، ومنها من راجعت حساباتها السياسية والاقتصادية، وخاصة أن “قيصر” موجه لحلفاء سورية في العراق ولبنان وإيران وروسيا والصين وغيرهم، والدخول مع هذه الدول بإحراجات سياسية يعني معادلات مختلة.
لم تكن حفلة ترامب صاخبة، فالأجواء الحذرة سيطرت على المشهد..!! لكن هناك من كان ثملاً في تلك الحفلة، ورقص وصفق فرحاً مسبق الصنع “للمعارضة” الخارجية، فرحاً بأن هذه العقوبات هي نصر “لقيصر”.
هل رأيتم المشهد؟! كيف خرجت عشرات الدمى “المعارضة” في ساحات بلدان “الحرية” في أوروبا تهلل وترقص “كالدببة ” بمناسبة التخطيط الغربي لمائدة جوع السوريين ومحاولته سلبهم حتى رغيف الخبز يوم صمدوا عشر سنين في وجه الإرهاب والاحتلال.
هو السقوط ليس فقط من المنصات السياسية للملف السوري، بل هو سقوط هذه “المعارضة ” أخلاقياً وإنسانياً ووطنياً يوم ترقص فرحاً لمحاصرة الدواء والغذاء، وتتغنى بضيق حال السوريين كوسيلة بنظرها لإسقاط الدولة وتمرير أهداف الغرب.. ولكنّ هذا النوع من “المعارضة” أخطأ الحساب مرة أخرى!! فسورية قادرة على التعامل مع هذا النوع من العقوبات، ولديها الكثير من البدائل الاقتصادية والسياسية في الداخل وعلى الصعيدين الدولي والإقليمي.
لم نسمع يوماً بمعارضة مستعدة أن تسقي الشعوب سماً لتصل إلى السلطة، واليوم تتسلل مجدداً هذه الوجوه التي تحمل ملامح أسيادها في الغرب لتحاول أن تكون مجدداً على طاولة المفاوضات السياسية.
لا يجب تحييد الإرهابيين عن التسويات والاتفاقات السياسية في سورية.. بل يجب فرز مثل هذه “المعارضات” أيضاً، وكما كانت إدانة الإرهاب في المؤتمرات السياسية معياراً لجس نيات القابعين على الكراسي المعارضة، يجب أن يكون “قيصر” محكاً سياسياً يثبت “المعارضون” برفضه جملة وتفصيلاً إنسانيتهم ووطنيتهم على أقل تقدير.
البقعة الساخنة – عزة شتيوي