ثورة اون لاين – هبة المطر :
على الرغم من الخلاف القائم في مجلس النواب الأميركي ومن قبل أعضاء في الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول قرار ضم أجزاء من الضفة الغربية للكيان الصهيوني والذي يعتبر احد أبرز بنود ما تسمى ” صفقة القرن ” المشبوهة، إلا أن هذا الخلاف والانقسام حوله لا يغير شيئا من حقيقة وضع المصالح الإسرائيلية في مقدمة أولويات الإدارة الأميركية.
اليوم إدارة ترامب تخشى خسارتها في الانتخابات الرئاسية القادمة، ولذلك تسابق الزمن لتنفيذ خطتها الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وهي تسعى بكل الوسائل والسبل لتحقيق مشروعها العدواني، والحرب الإرهابية على سورية جزء من تنفيذ هذا المشروع الذي بدأ يتهاوى، وربما باتت الإدارة الأميركية تستشعر الخطر من تبعات استمرارها بدفع وتحريض حكومة العدو الصهيوني للإعلان عن خطوة الضم المرتقبة، ولذلك نجد هذا الانقسام والخلاف بين أركانها لجهة الاستعجال بإعلان خطوة الضم، وليس إلغاؤها بطبيعة الحال، وهذا ما يعكسه حالة الفتور الأميركي بشأن خطة الضم في الوقت الراهن، حيث ذكر موقع أكسيوس الأمريكي في وقت سابق أن مسؤولين أمريكيين وصهاينة أجروا محادثات جديدة مع حكومة نتنياهو، لمناقشة الخُطة وموعدها، إلا أن إدارة ترامب لم تحسم أمرها حتى الآن، فيما إذا ما كانت ستعطي نتنياهو الضوء الأخضر للمضي قدماً أو لا.
وكان مسؤولون أمريكيون قد أكدوا بأن اجتماعات استمرت ثلاثة أيام في البيت الأبيض لمساعدين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بخصوص ما إذا كانت واشنطن ستعطي الكيان الإسرائيلي الضوء الأخضر، ولكن تلك الاجتماعات اختُتمت دون اتخاذ قرار نهائي، لأن هناك حاجة لمزيد من التحليل والنقاش قبل تحديد قرار نهائي للولايات المتحدة، وهذا يدل على تخبط واضح لدى أركان الإدارة الأميركية، نتيجة العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة، لا سيما في ظل الضغط الدولي والرفض الفلسطيني المتصاعد.
و بالرغم من التخوف في الداخل الأميركي من نتائج هذه الخطوة بحال إقرارها خلال الأيام القليلة القادمة، فإنها تمثل مؤامرة جديدة ضد الشعب الفلسطيني ولعبة سياسية قذرة من قبل الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني، وبالتالي فإنها تعتبر جريمة أخرى بحق الشعب الفلسطيني لسلب المزيد من حقوقه التاريخية المشروعة، ولا تقل خطورتها عن وعد بلفور، وستدفع بالوضع الإقليمي والدولي إلى مزيد من الفوضى.