ثورة أون لاين- أدمون الشدايدة:
يسعى الكيان الصهيوني إلى استغلال منهج إدارة “دونالد ترامب” التي تتبع للإيديولوجية الصهيونية بالكامل، ومنحت الكيان الإسرائيلي رصيداً مفتوحاً للدعم، وتعهدتً عملياً بتعطيل أي حراك دولي مناهض لمؤامرة “صفقة القرن” وخطوة الضم أحادي الجانب المقرر إعلانها بداية الشهر المقبل.
من هنا يبدو أن العدو الإسرائيلي بأجنداته الاستعمارية يسعى لاستكمال خطة ترامب، وبالتالي يواصل الاسترسال عبر عملياته الاستيطانية التهويدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبته على انتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
وكانت تقارير قد كشفت أن سلطات الاحتلال انتقلت من عمليات توسيع المستوطنات إلى التوسع في شق الطرق الاستيطانية وإغلاق مداخل بلدات في الضفة الغربية المحتلة لعزلها عن بعضها، فيما يتم الربط بين المستوطنات لتنفيذ مخططات الضم التي نصت عليها “الصفقة” الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وبحسب المتوقع والمرجح فإن السيناريوهات التي ستلي الضم تبدو مقلقة لكيان الاحتلال الإسرائيلي خاصة في حال اتجهت الأمور في الضفة الغربية والمدن الفلسطينية إلى انتفاضة شاملة، إضافة لما قد تشهده تلك الإجراءات من مقاومة منقطعة النظير، لاسيما وأن المقاومة الفلسطينية قد اكتسبت قدرات كبيرة تؤهلها لتحقيق مزيد من الانتصارات وبالتالي هزيمة مدوية للكيان الإسرائيلي وضرب أوهامه.
إذاً فالمخطط الأميركي والإسرائيلي كما ورد في “صفقة القرن” يقوم على إلغاء حقوق الفلسطينيين في مدينة القدس كعاصمة لهم، واعتبارها “إسرائيلية” وعاصمة موحدة لكيان الاحتلال وفق ما اعترف بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبالتالي سلب مدينة القدس المحتلة من الفلسطينيين وتهجيرهم إلى خارجها.
ومن الملاحظ أن طرح “صفقة القرن” بشكل علني أتى بعد انطلاقة ما سمي “ربيعاً عربياً”، والذي من خلاله تعمل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على تمرير الصفقة المشؤومة، ويتأكد بأن هدفه الأساسي يتمثل بتفتيت المنطقة، وتحييد كلّ من يمكن أن يعارض هذه الصفقة، وفي المقدمة دول محور المقاومة.. ومن هنا فإن استراتيجية العدو الصهيوني وحلفاءه الغربيين هي مواصلة الحرب الإرهابية على سورية لمحاولة إضعافها واستنزافها، لأنها الداعم الرئيسي للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
صفقة القرن” التي ولدت في الأصل ميتة، والإجراءات العدوانية التي رافق إعلانها، من نقل سفارة العدو إلى القدس الشريف والاعتراف بها عاصمة للكيان الغاصب، إلى تلك الترهات التي أطلقها ترامب حول الجولان السوري المحتل.. كلها إجراءات عبثية ومصيرها الفشل المحتوم، فالشعوب العربية المقاومة لن تتنازل عن ثوابتها وعن حقها المشروع في الدفاع عن سيادتها وخياراتها الوطنية، واستعادة كامل حقوقها المغتصبة، والقضية الفلسطينية هي قضية أساسية ومحورية لا يمكن التنازل عنها أبدا مهما اشتدت الأوزار