تتعدد الآراء حول انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث المقرر في التاسع عشر من تموز الجاري، لكنها تلتقي على أهميتها ودورها في تعزيز الحالة الدستورية، خاصة في المرحلة القادمة التي تركز على إعادة البناء والإعمار، فمن خلال ممارستنا لحقنا، نختار من هو الأكفأ والأجدر في نقل هموم ومتطلبات الناس وبخاصة الحياتية والمعيشية، لاسيما إذا ما علمنا أن الواقع الإداري والاقتصادي بحاجة لمجلس شعب بذهنية وأداء ورؤية جديدة تكون أكثر قرباً للناس ومشاكلهم. فالصوت الذي سيمنحه المواطن لممثله في مجلس الشعب ليس مجرد ممارسة لحق ديمقراطي، أو لتأدية واجب انتخابي، وإنما هو مسؤولية وطنية وخاصة في ظل ما يواجهه الوطن من تحديات، وانطلاقاً من ذلك فإن اختيار المرشح يجب ألا يستند إلى شكل وحجم الدعاية الانتخابية لهذا المرشح أو ذاك، بمقدار ما يجب أن يستند إلى قيام المواطن ذاته بالبحث والاستقصاء عن المرشحين للوصول إلى قراءة المرشح قراءة موضوعية دقيقة تشمل مؤهلات وكفاءة هذا المرشح، وقدرته على التفاعل مع المواطنين وتحويل همومهم إلى مهام له داخل المجلس.
ونعتقد جازمين أن أهمية الانتخابات التشريعية في هذا الوقت، ولاسيما أنها ترسيخ للديمقراطية، وأنها استحقاق دستوري تزداد أهميته في ظل الظروف الحالية، لإيصال رسالة للمجتمع الدولي بأن سورية دولة ذات سيادة، يختار فيها الناخبون بكل حرية وديمقراطية ممثليهم، وكل صوت في صناديق الانتخابات، سيعتبر قوة إضافية في تحقيق الانتصار على الإرهاب، أهميتها في هذا الوقت أنها رسالة تؤكد التفاف المواطنين حول الدولة ومؤسساتها، وعلى كل مواطن المشاركة بها لتبقى بلدنا قوية رغم كل المحاولات الرامية لإضعافها، وهي تكريس لمبدأ الديمقراطية وحرية اختيار ممثلي الشعب، وهي فوق كل ذلك رسالة تحد إلى كل من أراد ضرب مفهوم المواطنة والوحدة الوطنية بأن السوريين فقط يحق لهم تقرير مصيرهم.
تنظيم الانتخابات في هذه المرحلة الدقيقة، دليل على تعافي سورية وانتصارها على الإرهاب، وبأنها دولة ذات سيادة، ودولة مؤسسات وقانون، وعلى أن الشعب السوري لن يهزم رغم كل الضغوط التي تمارس عليه لإبعاده عن دوره في بناء مجتمعه والمشاركة في الحياة السياسية والديمقراطية، ونشير هنا إلى أن المشاركة في اختيار المرشح الذي يخدم مصلحة الشعب تصب في تحقيق التنمية، وإعادة البناء وذلك من خلال اختيار الأعضاء القادرين على حمل الهم الوطني وتكريماً لتضحيات الجيش العربي السوري الذي يحقق الانتصارات المتتالية على الإرهاب.
لنختر من هو الأكفأ – اسماعيل جرادات