البعث.. التجديد بمعيار الأولوية..!!…

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم : لن نضيف الكثير إذا ما قلنا إن البعث أمام تحديات مصيرية، وانعطافات خطيرة لا تقتصر عليه كحزب له ريادته على مستوى العمل القومي، بل تطول واقع كل الأحزاب القومية.. وصغيرها مثل كبيرها.

ولن نزيد على ما هو متداول إذا ما تحدثنا عمّا تتطلبه مواجهة الظروف من ضرورات استنهاض حقيقية، لا تقف عند حدود ومساحة ما يطرح وما يتم تداوله.‏

لكننا في الوقت ذاته لا نستطيع أن نتجاهل ذلك مهما تكن الظروف والمعطيات والمشاهد، وكيفما كانت الحسابات والاستنتاجات التي يمكن أن تقدم، باعتبار أن المسألة ربما كانت تبدأ من هنا، ومن هذا التفصيل من أجل الوصول إلى قراءة فعلية تحاكي في حدها الأدنى متطلبات القاعدة الشعبية التي نحتاجها في هذه المقاربات المسطرة على عجل.‏

فالواضح أن الأزمة ليست تنظيمية ولا هي فكرية فقط، وقد لا تكون عقائدية فحسب، بقدر ما تسجل اعتراضها على حالة الاستلاب التي ارتضاها الكثير من الأحزاب أمام موجة الاستباحة التي تعرضت لها، وكان الفكر القومي قد تعرض لانكفاء غير موضوعي ولا هو مبرر، وسلم بحضوره في المقاعد الخلفية أحياناً أمام القضايا المصيرية للأمة.‏

البعث لم يكن خارجها في السياق العام، لكنه امتلك بالمقابل عاملين من عوامل الخصوصية في المواجهة التي يخوضها، واتسمت في الوقت ذاته الحرب التي شُنت عليه بجملة خصائص لا بد من التوقف عندها جميعاً.‏

أولاً بمعيار المواجهة فقد بدا الحزب أنه يخوضها وحيداً، وربما وجد نفسه في الخندق الأخير بعد أن انكشفت من حوله كما من خلفه وأمامه كل الخنادق التي تشكلت على مدى أكثر من ستة عقود ونيف، وجاءت التطورات العاصفة في المشهد الدولي وانكفاء دور الدولة القومية على حساب المحاور والتجمعات كشكل من أشكال الاستباحة لدور الأحزاب التي بدأت تتراجع على حساب تقدم واضح لأدوار وكتل سياسية واقتصادية ابتعدت عن المفهوم التقليدي للحزب.‏

ثانياً بمعيار السمات فقد جاءت الحملة المنظمة منذ سنوات وبتركيز شديد على مفهوم الدور الوظيفي الذي ابتعد عنه واكتفى بالحد الأدنى من المسؤولية، خصوصاً أن الكثير من الأصوات كانت تخرج في بعض جوانبها من داخل الحزب من أجل أن يتكيف مع الوضع الجديد، وفجأة صحت الضمائر الفكرية والتنظيمية لتنسيق العلاقة بين الحزب والسلطة وفرز أولي لأبجديات العلاقة التي اقتضت في بعض الأحيان انحسار دوره ومساهمته، وتحت هذه العناوين مر الكثير من القصص والحكايات المغلفة بعناوين لا تتوافق مع مضمونها، ولا مع الغايات المرسومة خلف أغلفتها، مقابل ارتفاع أوضح في التعتيم على المطلوب منه احترازياً.‏

وهكذا وجد الحزب نفسه في مواجهة اعتبر أن الانكفاء يمكن ان يخفف من عدد السهام فيما الحصيلة الفعلية أن عددها كان يزداد بل يتضاعف كلما عاد خطوة إلى الوراء، وكلما فكر في الانكفاء أكثر، كانت الحرب تزداد شراسة ووضوحاً، ولم تنفعه في كثير من الأحيان محاولة الاحتماء بالسلطة، بل زادت من عدد الجبهات المفتوحة باتجاهه.‏

اليوم نستطيع أن نجزم أن الخطوة الأولى والمطلوبة منذ وقت‏

طويل قد جاءت من حيث المبدأ عبر إضافة قيادات وأسماء تدرك مسبقا أن المهمة ليست عادية ولا هي في ظروف عادية وباتجاهين متوازيين، الأول من خلال ما تواجهه سورية، والثاني عبر ما يقتضيه دور الحزب من تجديد فعلي على مستويات عمله المختلفة ابتداء من التنظيم وليس انتهاء بالاستراتيجيات المرحلية التي تقتضيها الضرورة والتداعيات في آنٍ واحد.‏

لذلك فالمسألة باتت أبعد من نقاش حول الدور المناط وأكثر عمقاً من دلالة التوقيت في التغيير، وهو ما يضيف أعباء المسؤولية الملقاة لتكون على قدر ما تحتاجه المواجهة من تحديث، بداية في آليات العمل والتواصل مع قاعدة الحزب والبيئة المولِّدة لها، وما يعنيه من تحدٍ قد يفوق سواه، خصوصاً في أجواء انكشفت فيها مساحات خواء في الارتباط الذي يحكم العلاقة بين الحزب والكثير ممن تسربوا إلى صفوفه، وما يشبه القطيعة بينه وبين قطاعات أحرقت مراكب هذه العلاقة منذ اليوم الأول للأزمة، وربما قبل ذلك التاريخ.‏

التجديد في البعث لم يعد مجرد خيار، ولا هو فقط قرار فحسب، بل إرادة تسجلها حالة التجدد في الامتدادات التي تموج في أكثر من موقع عربي، وتهيئ المناخ لعودة واضحة لا يكتفي فيها البعث بدوره الريادي في تحدي الاتجاهات المطلوبة للمرحلة بتفاصيلها المختلفة، وجزئيات العمل فيها بل يضيف إليها توجيه النهوض المنتظر وقيادته.‏

ويدرك من وقع عليهم الخيار ليكونوا في قيادة البعث أن المرحلة لا تحتمل التجريب، والمعادلة لا تقبل القسمة على اثنين، والأهم أن هناك قاعدة تنتظر قرارات تفعِّل حضورها ومشاركتها، ليس في صنع القرار بل في تنفيذه أيضاً، وهنا الفارق الجوهري الذي يحتاج إلى تأكيد ليأخذ موقعه في تراتبية الأولويات، حيث نستطيع أن نجزم بأنه سيتزاحم مع بقية الأولويات الموضوعية الملحة بما يتطلبه ذلك من أفكار جديدة تقتضي وضع آليات تطبيق عملية لتنفيذها.‏

 

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم