ثورة أون لاين: … ورفعت الحكومة الراية البيضاء أمام الدولار… الذي فاز على إجراءاتها وتصريحاتها ووعودها بالضربة الفنية القاضية…!! وواصل انتصاراته الهمجية برعونة فائقة ليصل فلتانه إلى 270 ليرة سورية وسط استسلام شبه تام من الأجهزة المعنية..!!
قد يسأل البعض: لماذا هذا الصمت الحكومي المطبق المترافق مع عجز فاضح…!! ليأتي الرد سريعاً: بات المسؤولون يخافون التصريحات والوعود … لأن التجربة أثبتت أن بعد كل تصريح أو وعود لمسؤول ما هنا أو هناك يقفز الدولار في اليوم الثاني ارتفاعاً… لذلك اختاروا الصمت و الاستسلام لمجرى نهر التجار والمضاربين الذي طاف على المواطن حتى كاد يغرقه…!! هذا إن لم يكن أغرقه فعلاً..!!
المسؤولون قد لا يطربون لهذا الكلام… لا بل البعض منهم يعتقد أن الإعلام الوطني غير مهني وغير موضوعي عندما ينتقد إجراءاتهم ويكشف زيف وعودهم…
السؤال هنا: هل مطلوب من المواطن الفقير أن يكون محللاً واستراتيجياً وراسماً للسياسات الاقتصادية و النقدية… ؟! … هو مواطن عنده حاجة لا سبيل له سوى اللجوء الى حكومته لتلبيتها… حتى إذا انطبق عليه المثل القائل «صاحب الحاجة أرعن» فالمواطن عندما يرى ارتفاع الأسعار الجنوني يغزو جيوبه وارتياد الأسواق بات كابوساً عنده من البدهي أن يوجه نقده الى وزارة الاقتصاد والرقابة التموينية..
إلا إذا ارتأى المعنيون في هذه الوزارة, أنه من الأجدى توجيه النقد لوزارة الخارجية أو الإعلام أو العدل أو….!!!!
ندرك تماماً حجم المؤامرة… وندرك أيضاً مدى خطورة المرحلة… إلا أن المواطن يعتقد أن هكذا مؤامرة تحتاج إلى رجال على قدر المسؤولية… وعلى قدر جيد من إدارة المرحلة… لا أن يكونوا مشاركين في استفحال الأزمة… سواء عن قصد أم غير قصد…
شعبان أحمد