ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج : وصلنا إلى مرحلة لم يعد ينفع معها الجرعات المسكنة، ولم تعد شرائح اليورو التي تباع لشركات الصرافة التي ما تلبث أن تبخر ما تشتريه بلمح البصر تؤدي إلى تخفيض أسعار الصرف في السوق قاتمة السواد.
ولا بد هنا وفي هذه اللحظة التاريخية من عمر الأزمة على بلدنا أن نستخدم ما لدينا من أسلحة وإجراءات وبدائل في مواجهة ما وصلت إليه الأمور.
فالارتفاع غير المعقول لسعر صرف الدولار ورغم أنه ليس رقم تداول حقيقي، إلا أنه يوقف حال الاقتصاد ويشل حركته ويؤدي الى مخاطر اجتماعية تتعلق بلقمة عيش المواطن الصامد.
ورغم أن الارتفاع الجنوني يسبب ما قلنا عنه، إلا أن الأخطر منه هو عدم ثبات سعر الصرف عند حد معين.
ومن المهم جداً تثبيت سعر الصرف، والبدء بالتخفيض عند نقطة التثبيت، وبإجراءات وأدوات مختلفة عن الإجراءات التي سبقتها والتي أثبتت عدم قدرتها على السيطرة…. رغم الوعود الكثيرة.
استنزاف القطع الأجنبي وتهريبه إلى الخارج هو العامل الأشد خطورة على الليرة السورية وهو السلاح الذي يحاربنا به المتربصين بالوطن والمتفرغين لضرب اقتصادنا ولو كلفهم ذلك الكثير من الأموال، المهم تعويض خسائرهم بالميدان بأي شكل كان.
والسؤال الذي يطرح هنا من أين تأتي الاموال لشراء الدولار في السوق السوداء!!
الكل يعلم أن مشتريات المواطنين من أجل الاكتناز لا تشكل رقماً يذكر في حسابات العرض والطلب في سوق التداول سواء النظامية أم السوداء.
والكتلة النقدية السورية التي تطرح في السوق ويتم من خلالها شراء الدولار بشكل خاص هي ليرة سورية ولكنها قادمة من خارج سورية، وبالتالي لا بد من إغلاق الحدود أمام خروج ودخول العملات وخصوصاً من وإلى لبنان، لأنها المحطة الرئيسية التي يتم عبرها التدخل السلبي في الاقتصاد السوري، وهناك إجراءات أخرى يعرفها المعنيون وأصحاب الاختصاص أكثر منا طبعاً وما لدينا لا يتعدى أفكاراً تطرح من واقع وجع المواطن فقط.
التالي