رغم انشغال إدارة الإرهاب الأميركية بالانتخابات الرئاسية القادمة، وغرق ترامب بمستنقع فضائحه العنصرية والسياسية والأخلاقية، إلا أن مسألة تعويم الإرهاب، والاستمرار باستهداف الدول المناهضة للسياسة الأميركية تبقى على رأس أولويات واشنطن، بغض النظر عن القضايا الخلافية التي تعصف بالمجتمع الأميركي، أو تلك الانقسامات التي تولدها الاتهامات المتبادلة بين المسؤولين الأميركيين على خلفية الاحتجاجات ضد العنصرية، أو الفشل الذريع بإدارة أزمة كورونا وما نتج عنها من تراجع حاد للاقتصاد، وغيرها من الخلافات الداخلية.
ويبقى “قيصر” الإرهابي وتداعياته السلبية على سورية والدول الحليفة والشريكة لها بمحاربة الإرهاب، النموذج الصارخ لترسيخ سياسة البلطجة الأميركية، التي تعتمد في الوقت الراهن على أدوات المشروع الأميركي من إرهابيين ومرتزقة، وحكومات وأنظمة مرتهنة، تأخذ على عاتقها مهمة تنفيذ حيثيات هذا الإجراء العدواني لتكون مفاعيله أشد ضرراً بحق الشعب السوري، وهذا ما نلاحظه من خلال الانتهاكات اللا إنسانية واللا أخلاقية للمحتل التركي، والسلوك الإرهابي لمرتزقة “قسد”، وكأن ثمة تعاون وتنسيق وثيق بين الجانبين بهذا الصدد رغم كل المزاعم عن حالات عداء مستحكمة بينهما، حيث كلا الطرفين يقومان بالدور القذر ذاته باستهداف لقمة عيش السوريين وفقاً لما يمليه عليهما المشغل الأميركي عبر بوابة “قيصر”.
نظام أردوغان ومرتزقة “قسد”، إضافة لاشتراكهما بجرائم إحراق المحاصيل الزراعية وسرقتها، ومشاركتهما للمحتل الأميركي و”داعش” أيضاً بنهب النفط السوري، يتوازعان الأدوار إلى جانب التنظيمات الإرهابية لارتكاب شتى أنواع الجرائم المستكملة لإرهاب “قيصر”، حيث استخدام مياه الشرب كسلاح لتعطيش أهالي الحسكة من قبل المحتل التركي ومرتزقته الإرهابيين يهدف لترهيب المدنيين والضغط عليهم بهدف جرهم للانضواء تحت راية الميليشيات التي يعمل المحتل الأميركي على تشكيلها في منطقة الجزيرة، خاصة أن المياه تستخدم أيضاً لري المزروعات التي تعتبر مصدر أرزاق الفلاحين، وهذا بدوره يهدف لتجويع وتعطيش الأهالي في آن معاً، الأمر الذي يعد جريمة حرب موصوفة، وتشترك فيها ميليشيات “قسد” التي تأخذ على عاتقها مسألة حرمان أهالي القامشلي من مادة الخبز عبر الاستيلاء على مادة الطحين المرسلة إلى مخبز البعث الذي يعد المخبز الرئيس لتأمين هذه المادة لأهالي المدينة، وسبق لها أن منعت الفلاحين في المنطقة من تسويق محاصيلهم الزراعية للدولة السورية، فضلاً عن استمرارها بمنع العاملين في الشركة العامة للكهرباء والمؤسسة السورية للحبوب من الدخول إلى مكاتبهم بعدما استولت عليها بقوة السلاح، ورفعت فوق تلك المباني الحكومية علم الاحتلال الأميركي، لتثبت مجدداً أنها لا تمت للشعب السوري بأي صلة، وإنما هي جزء من المشروع الصهيو-أميركي، كما هو حال نظام المجرم أردوغان.
إدارة الإرهاب الأميركية ومهما غاصت بمشكلاتها الداخلية، فإن ترامب اللاهث لانتشال نفسه من شبح خسارته المتوقعة في الانتخابات الرئاسية القادمة يسعى للتعويض عن هزيمة مشروعه العدواني في سورية بتحقيق مكاسب سياسية تصب في مصلحة الكيان الصهيوني، وحربه الاقتصادية المماثلة لحربه الإرهابية هي لمحاولة استمرار معاناة الشعب السوري بين مطرقة الإرهاب في ادلب والجزيرة، وسندان العقوبات الجائرة، بالاعتماد على أدوات العدوان ذاتها، ولكن يغيب عن حساباته أن الشعب السوري لا يسكت على ضيم، والوقت لن يطول كثيراً حتى يرى العنصري ترامب قواته المحتلة وأدواته ومرتزقته الإرهابيين يندحرون أمام قوة إرادة السوريين وصمودهم، وبسالة جيشهم البطل.
بقلم أمين التحرير- ناصر منذر