نحيا في وطننا أسياداً.. الحرب صارت خلف سورية، التحول الجذري في مكمن قوة المقاومة.. وأساسها اختيار الوطن، الذي يعزز رفض الضغوط الخارجية، بتفويت فرصة انتصار قانون قيصر ومن خَلْفَهُ داخلاً وخارجاً، لمسّ جوهر الدولة السورية.
سورية محطة إجبارية لا يستقيم العمل العربي بغيابها، الوحيدة القادرة على إنجاز أي عمل عربي مشترك، لذلك حاولوا النيل منها وضربها بالعمالة داخلاً، وخارجاً بالتخاذل في التخلي عنها، لكنها تبقى القوية ضد مظاهر الانحراف ومصادر الموت.
الشر الذي استقر غريزة وشبقاً في أعداء سورية استطال واستطار من حولها، فهم لم يشبعوا من الدم بعد، مازال لديهم من الخلايا الكامنة والبعض ينام في سبات تحت ركام الغبار والخزي، ينتظر أوامر مشغليه، ليزرع الموت غير آبه إن كانوا أطفالاً..
يستخدمون الإعلام لا يتورعون عن قلب الحقائق، يسوِّقون من خلاله الكذب والخُدع يعملون لبث الشائعات المغرضة التي تشيطن العلاقات مع الآخرين، وتشوش تفكير الكثيرين بين المطالب والحقوق، بين الأهداف القريبة والبعيدة، والشخصي والوطني.
أناس تتنازعهم الرذائل، والأنانية في التعامل مع الغير، سلوك يحاولون بثه بين الشباب، لتخريب المجتمع الذي يحقدون عليه، وشعورهم بالحسد منه ليس إلا مكمن نقص فيهم.. ضد دولة استطاعت بقوة شعبها أن تقول لا حيث يجب أن تقال.
شعب فطر على ثقافة السلام وحب الوطن، عشقه والانتماء إليه، فداؤه والحفاظ على حقوقه وشرعيته بكل مفاصلها، دستوره وحريته في اختيار رئيسه، جغرافيته بكامل تربتها والحفاظ على جيشه، الذي استبسل في القضاء على أعدائه ولم ينه معركته بعد..
يتكالب أعداء سورية لبث الفرقة بينها وبين أصدقائها الذين ساعدوها على التخلص من شراذم العهر والقتل والتدمير.. نتنياهو يصرّح بأنه يتعهد بإخراج إيران من سورية، وترامب يحاول بقانون قيصر تحطيم الاقتصاد السوري الذي سُعِرَ حيتان الداخل من خلاله، الذين لم يشبعوا من امتصاص دم المواطنين، ليزيدوا من فقراء الوطن.
قانون قيصر أقسى وسيلة حصار مورست في العالم، و يمنع الحصول على الكثير من المواد الأولية لتصنيع الدواء المحلي ما ينقصه من السوق.
ولولا الكثير من الفساد، والجشع الذي أصاب تجار الحرب الذين أثروا على حساب مصيبة الوطن، لكان الحال أفضل. وهذا يحتم على أصحاب القرار في مفاصل الحكومة، والمؤسسات التي وضعت لأجل المواطن، أن تتحرك بالسرعة القصوى، لتخفيف معاناة الشعب الذي صمد، وناضل وضحى بأبنائه لأجل حرية الوطن وسيادته، وليعيش من بقي فيه بكرامة كما اعتدنا، فنحن أسياد في وطننا.
أردوغان يضيِّق مع أعوانه وما تدعى قسد على أهلنا في الشمال السوري تهجيراً وحرقاً، قطع مياه وكهرباء وزرع أغراب ناهيك عما تقوم به السفيرة الأميركية في لبنان من تنفذ وحراك لإشعالها، يحاول الكل التضييق على سورية بكل الأساليب.
حجة أعداء سورية أنه لا خلاص لها إلا على طاولة المفاوضات، يحاولون تسويق قمامة فكرهم في السياسة، على طاولة مفاوضات يديرونها هم، السياسة التي يمكن أن تطرح على أي طاولة هي السياسة السورية التي تحفظ سلامة الوطن وسيادته.
تبدأ العملية السياسية السورية بعد أيام عند صناديق الاقتراع لانتخاب ممثلي الشعب السوري، نوابٌ يحملون هم الشعب تحت قبته بجرأة، لتشريع ما ينهض بالوطن في مرحلة إعماره، ويجعل القانون فوق الجميع، وممارسة حقه في محاسبة المسؤولين.
أكثر ما يجب العمل عليه الآن عدم انحراف البوصلة الصحية، في الوقت الذي ينتشر فيه فايروس كورونا في العالم بشكل كثيف ولسنا إلا جزء من هذا العالم. والمسؤولية اليوم بعهدة المواطن، عهدة مزدوجة حفاظه على صحته واختياره مرشحين أكفياء.
إضاءات – شهناز صبحي فاكوش