انتشرت صور ولافتات المرشحين لمجلس الشعب في الساحات وفي مختلف وسائل الإعلام والإعلان المقروءة والمسموعة وضمن فضاءات النت، ونعيش عرس وقائع الاستحقاق الدستوري التي لم تتوقف على مدار سنوات الحرب على سورية…
عرفت الأجيال المعاصرة من الكتاب الثوريين القدماء الذين دافعوا عن حرية شعوبهم وعن حقوق الفقراء في الثروة الوطنية، وناضلوا وقدموا أرواحهم في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية لشعوبهم ضد أشكال المستعمر، وحازوا بنقائهم حبّ الناس..
الاستحقاق الدستوري يعيد بعضاً من هذا النموذج المتوهج للأجيال الجديدة التي لم يبخل أبناؤها عندما دارت رحى الحرب من جديد أن يقدموا الغالي والنفيس في سبيل سيادة وحرية وطنهم، هؤلاء المكتملون والمكتنزون بتجارب العصر الدامية، الناضجون بفهم الهزائم والإصرار على الانتصارات…
نستطيع ونحن نتأمل موقع سورية في الأحداث العالمية وتصفّح منظومة الحرب والعدوان نستطيع أن نتبيّن مفاعيل الصمود الشعبي، واستمرارية الحياة، وما الاستحقاق الدستوري إلّا مكمّل حقيقي للعدالة الاجتماعية والتوازن الذي ينشده الثوريون الحقيقيون ، وأحوج ما نكون إليه ممثلون في مجلس الشعب يستندون إلى الحاجات الحقيقية والإنسانية للناس.
البحث عن التجديد والتجدّد أولوية أيضاً، وحثّهم على المطالبة بإصلاح المؤسسات وتفعيل دور الشباب في الحياة العامة، ودور المرأة، والبحث عن موارد وطنية وعدم الاستهانة ببيئة الأرض المنتجة التي حملت حضارات العالم، وإعطاء الحق الإنساني في الاجتهاد، والحق الإنساني في منظمات تلائم العصر والحاجات مكان المؤسسات المترهلة، وخلق وحدة اقتصادية متكاملة عصيّة على كل حصار ….
المشاركة والمساهمة في الاستحقاق الدستوري ضمن بيئة عمادها مختلف الشرائح الاجتماعية يزيد من فرص التحرر من النفوذ الاستعماري، وهو تحرّر اقتصادي من هيمنة السوق العالمية لأنه ذو محتوى اجتماعي نقي يستهل حياته بالنضال ويكمل المسيرة بسواعد أبنائه في المزارع والمعامل والمصانع وكل المشاريع الوطنية…
رؤية – هناء الدويري