الملحق الثقافي:منال محمد يوسف:
نلقي عليه نور السّلامِ. هو الواقف على عتبة الأكوانِ، هو المُجلجلِ بخبر الطين الأول، “بسرمد” الانتظار. حنّاء الوقت والشيء الصابر وإن ملَّ صبر الأشياء وتقادم الهمس الزَّماني في تجلّيات روحٍ إذ أتعبها فن الكتمانِ كأنّه الحزن وشعره المنطوق هو خليل الرُّوح وشوقها المعصوم، إذ يُضاءُ به ثنايا الوجدانِ، ثنايا الشيء الهاطل محبةً الذي يهامسُ الشموس نوراً.
هو همس العشاق عند بزوغ الأقمار، هو نشيد الوقت ونور اللغة والإعجاز، هو الزهر ُ وإن صلّى عطره في تباريح الحضور والغيابِ، هو صوت الوقت الثّاكل والرّيحان ونداء الترابِ، هو لحظ إن تكوّر في ثنايا الشيءِ والأشياء.
حنّاء القصائد لو تُكتبُ بدمع الأجفانِ، بسفرٍ مشرق الأصائل ومولد الأشواق، لو تُكتبُ في لحظ الشّوق وتطوى صفحة الأسفارِ، لو تهامسُ الأساطير دمعاً وحكاية ترويها قوافي الأشعار، والشيء بالشيء يُذكر ولو في لجّة الأهواء.
حنّاء التراب، يترجم لنا قصة الوقت المشتاق، يزفُّ لنا بُشرى الأعياد، يزفها في مؤتلق الكلام وفلسفات الحسن والإحسانِ، كأنّه الحاضر إذ غُيّبَ نهج زهره من مؤتلق الشيء ومودّة الأعوام وعبير إذ عُزفَ على لحن الإمضاء.
عُزف رحيق الشيء وجماله ونزفَ دمعاً من مقل الأزهارِ، كأنّه الجمال الذي تُتلى صوره في ساعات الانتظار.. والصبح إذ يعتب على كواحل الغيم الأزرق.
حنّاء القصائد يروي لنا قصة “بعل الشّمسِ الوضّاءة”، ورواية الشروق والإشراقِ.. يروي حكاية “بناة الأرض” يُبرقُ قصيدة تُسمّى “حنّاء الترابِ”.
التاريخ: الثلاثاء14-7-2020
رقم العدد :1005