ثورة اون لاين -هفاف ميهوب:
مثلما امتشقوا وعيهم لمواجهة كلّ عدوٍّ رجيم استهدف وطنهم وإنسانه، امتشقوا أقلامهم لمواجهة كلّ ظلامٍ لعين في سعيه لطمسِ ذاكرة الضوء وفضاءات إبداعه وبيانه.
فعلوا ذلك منذ بداية الحرب التي أدركوا بأن الأكثر خطورة من أهدافها اللاإنسانية، ما أريد منه تدمير إرثهم وفكرهم، وتجريدهم من هويتهم الثقافية.
حتماً يحق لهم تدوين أمنياتٍ أرادوها نصراً مضيئاً لهم ولكل السوريين، وهي أمنيات مبدعين وجدوا في انتخابات مجلس الشعب فرصة لإطلاقها، والطلب من المرشحين:
رجاء شعبان: شاعرة
مهام إنسانية ومجتمعية دقيقة وحساسة جداً”
مجلس الشعب مؤسسة مثل كل المؤسسات، تأسست لخدمة الشعب ولتكون صوته بالمبدأ.
هم ليسوا مخلوقات فضائية هبطت فجأة على هذا الشعب، ولكن هم مرآة تعكس القيم والمصالح التي وصلنا إليها، ويبقى هناك أناس شرفاء من ممثلين وأعضاء.. نأمل منهم أن لا ييأسوا ويتابعوا أداء دورهم ورسالتهم الشعبية الإنسانية لأجل الارتقاء والتطور، أو على الأقل الحفاظ على مستوى أخلاقي معيّن، فحين نسقط ليس أمامنا من خيار إلا النهوض
حبّذا لو تأخذنا الحميّة للحفاظ على ما خلفه إرث القائد المؤسس “حافظ الأسد” ولكن بصبغة حديثة، تتماشى مع تطور المرحلة وانهيارها بذات الوقت، فالمسؤولية تقع على عاتقنا بالتفاؤل وليس بالتراجع.
مجلس الشعب معوّل عليه مهام إنسانية ومجتمعية حساسة ودقيقة جداً، ولم يعد مجرد فرصة لاستلام منصب أو كرسي.. من بقي لديه هذا النفس الإنساني، الآن جاء دوره لأن الوقت والوضع لا يحمل ولا يحتمل.
أحمد حبيب خضور: قاص
“ادوا الأمانة، وصونوا الرسالة”
عبر سنين هذه الحرب الجائرة التي خضناها سوية نحن السوريون، وبكل مؤسساتنا وجماهيرنا، لم تزل الأحمال ثقيلة والأعباء مضنية والتحديات تزداد خطورة، وكالحرباء تغير القوى الاستعمارية جلدها، كلما فضحنا مخططاتها وأحرقنا يدها الغادرة.
نحن السوريين، واجهنا بوعينا أطماع أميركا وآلتها القطرية والسعودية والصهيونية، وعشرات الدول التي انتهى إرهابيها تحت أقدام رجال الحق والبطولة والتضحية، واليوم بعد أن امتدت الحرب إلى لقمة عيشنا عبر الحصار الذي فرضه “ترامب” أعور هذا الزمن ودجاله، يكون دورنا الصمود ومواجهته بالقول: نأكل مما ينتجه المزارع السوري.. من أراضي الوطن وخبزه وقمحه، ولا نرضى الخنوع لكم مهما طال حصاركم.
هذا دورنا، ونحن بحاجة إلى دوركم أيها المرشحون لنيل عضوية مجلس الشعب، ممن نرى صوركم البهية على لوحات وفي صور كبيرة تتوسط صدر شوارع الوطن وساحاته، وبجوارها صور شهدائنا وأحبتنا.
نتمنى أن تستحقوا جيرة تلك الصور والرايات والأعلام لرموز وطننا الحبيب، وألا تدخروا أي جهد في سبيل هذا الشعب الأبي المقاوم الذي تمسك بوطنيته منذ آلاف السنين. جالسوا أبناء هذا الشعب. زوروهم في بيوتهم المنسية واستمعوا إلى شكاواهم وطلباتهم. العامل والفلاح والمقاتل والتاجر، وأسر الشهداء ومصابي الحرب، وليكن صوتكم مجلجلاً تحت قبة مجلسكم. كي تحظوا برضى الوطن أولا ورضى الشعب ثانياً.
إنها معركتكم اليوم، فأدّوا الأمانة وصونوا الرسالة، وكونوا عند حسن ظننا”.
أوس شباني: شاعر
” كونوا مخلصين وأوفياء”
دائماً، ومع قربِ موعدِ انتخابات جديدة لمجلس الشعب، نتوقف لنسأل أنفسنا: ماذا قدم الأعضاء للشعب، للمبدع، للمقاتل، لجريح الحرب ولأهالي الشهداء، بل وللوطن؟
سؤال، حتماً لسنا معنيين بالإجابة عليه، فالمعني هم الأعضاء أنفسهم.
لن أقول إلا هذا، وأعتقد بأن فيه ما يودُّ قوله كل إنسان في هذا الوطن.. تبقى رسالتي لجميع المرشحين:
بلدنا اليوم بحاجة لعقول تعمل.. كونوا إنسانيين وأخلاقيين وصادقين.. حقِّقوا للشعب بعد نجاحكم، ما كنتم تعدونه به قبل النجاح. كونوا على قدر المسؤولية.. صونوا الأمانة، وكونوا مخلصين وأولياء.