تنهي سورية هذه الأيام تحضيراتها للانتخابات التشريعية المقررة في التاسع عشر من هذا الشهر، وهي تواصل معركتها الكبرى بكل اقتدار في محاربة آفات العصر، الإرهابية منها والفيروسية، وتواجه في الوقت نفسه الأجندات الاستعمارية التي تستهدف البلاد دولة وشعباً ومؤسسات.
فالمعركة ضد الإرهاب ليست عسكرية فحسب، ولا تقف عند حدود الأرض التي تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية والقوات الغازية الأميركية والتركية وغيرها، بل إنها عمل واسع ومتشعب ومتواصل على كل الصعد، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ووو، يقوم به كل سوري في موقعه، وفي مقدمتهم أبطال الجيش العربي السوري الذين قدموا وما زالوا يقدمون أرواحهم ودماءهم فداء للوطن في ميادين القتال ضد داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.
وليس بعيداً عنهم أيضاً (جيشنا الأبيض) من أطباء وممرضين وعاملين ومتطوعين في الشأن الصحي، والذين يتصدون بعلمهم وعملهم لفيروس كورونا المستجد، بما يمثله من خطر يهدد حياة كل أفراد المجتمع.
ولا يخرج الاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخابات مجلس الشعب عن معركة السوريين الكبرى ضد الإرهاب، بل هو جزء أساسي ومهم فيها، وهو تأكيد آخر على تمسك السوريين بالحياة، في ظل الهجمة العدوانية المتواصلة من قبل واشنطن وأتباعها الأوروبيين، والتي تبدأ بدعم التنظيمات الإرهابية، ولا تقف عند العقوبات الاقتصادية والإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تستهدف حياة الشعب السوري، وخاصة الأطفال منهم، بأبسط متطلبات الحياة.. لقمة العيش وحبة الدواء، ووسائل الوقاية من فيروس كورونا.
وستواصل سورية معركتها القانونية أيضاً في المحافل الدولية ومعها حلفاؤها وأصدقاؤها، ضد كل الافتراءات الغربية، وخاصة التي تجري بشكل مستمر في مجلس الأمن الدولي، بناءً على أكاذيب وفبركات لا علاقة لها بالواقع، تقوم بها أجهزة استخبارات أصبحت معروفة للقاصي والداني.
وستكون الاستحقاقات الدستورية الحالية والمقبلة والتي سيشارك فيها جميع السوريين، خطوة أخرى في المجال السياسي والقانوني والاجتماعي للقضاء على الإرهاب المتعدد الجنسيات نهائياً وإلى الأبد، ومدماكاً أساسياً في بناء سورية القوية الموحدة التي ستدفن في أرضها جميع المخططات المعادية.
نافذة على حدث- راغب العطيه