ليست الكراهية هي التي تقودك لتمني الصواعق على الرقاب.. بل إنه الظلم وليس ثمة من يحاسب..؟!
إمكانية الإفلات من المحاسبة والعقاب.. وهروب المجرم بجريمته.. أكبر ما يعيق فرص العدالة ويمنع تحقيقها بأي شكل.. فمن سيحاسب الذين تسببوا بخراب دنيانا وتدمير بلداننا..؟ أتراه ثمة من يترصد حيثيات الواقع الذي أوصلنا إلى هنا كي يكون ثمة مجال لمحاسبته… ومن سيحاسبه..؟؟.
المجرمون.. ليسوا قابلين للهروب بجرائمهم وحسب.. بل لديهم الجرأة على اتهام ومحاسبة الضحايا.. وهذا أحد أهم عوامل التحدي والتجاوز على العدالة.. وقبلها على الأخلاق البشرية.
في شرقنا الحزين شهدت بدايات هذا القرن عدداً كبيراً من الجرائم، التي ذهبت بحياة الملايين وأودت ببنية بلدان ومصير شعوب.. وما زالت الجرائم تتالى وآثارها تتفاقم.. فمنذ احتلال العراق بالدبابات الأميركية مطلع القرن.. وهدر دم أبنائه ومصادرة ثرواته وتفجير بناه.. تتالت الأحداث المفرطة في صدمتها واستحالة توقعها.. ووضع لمعظمها عنواناً براقاً اسمه “الربيع العربي”.. ولأنه لم يكن ثمة ما يهدد المجرمين بإمكانية دفع الثمن.. تكررت المحاولة.. في ليبيا وفي سورية وفي اليمن.. وفي مواقع أخرى في الدول العربية تحديداً..
من الخطأ اتهام المجرم بجريمته والمطالبة بمحاسبته، والسكوت عن العوامل المساعدة التي في مقدمتها واقعنا كشعوب عربية، و كبلدان…! هنا أيضاً ثمة مجرمون لم ينقل لهم التاريخ أن المجرم يحاسب ويدفع ثمن جريمته.. وبموجب جرائمهم تركونا عرضة للاستباحة من الغرب والشرق ومن كل عن تشغله مطامعه عن الاقتداء بأبسط قواعد العدالة.
من سيحاسب..؟؟ وسيحاسب من..!! انتبهوا إلى أناشيد عتاة المجرمين.. هم لا يتهمون الضحايا وحسب، بل يحاكمونهم بكل وقاحة.. تصور أن الولايات المتحدة الأميركية تعاقب دول العالم اليوم وشعوبه من دون أن تغيب عن قرارات العقوبات التي تفرضها أنها… في إطار دورها في مكافحة الإرهاب..؟؟.
ويستمع العالم لترهاتها مندهشاً خائفاً مرتعشاً.. و.. متهماً.. وكل بلد يأمل أن ينساه الحاكم الأميركي..!! وفي حالة الطموح.. أن يصل برأسه المكسور إلى يد السيد كي يعبر عن الحب والاحترام والاستعداد للدعم بكل ما يملك.. ضد كل من يخالف..
لذلك ولغيره وهو كثير… تتلبد الغيوم بحالة العالم وحالة البلدان حتى تكاد تنذر كل ساعة بالعاصفة.. كأن هذه البشرية لم يكفها ما فعلته كورونا..
as.abboud@ gmail.com
معاً على الطريق- أسعد عبود