نسعى جميعاً لصنع غدٍ أفضل، بتحفيز العقل وصولاً للإبداع ومنتهى التجدد، بعد كل التضحيات التي عمَّدنا بها تراب الوطن ونحن على يقينٍ أن لكل أجل كتاب، وإيماناً أنه لو بيد أحد منا فسيلةٌ واداركته نفخة الصور فليزرعها، لأننا شعب يحب الحياة.
جميعنا يحتاج الصعود ليحقق هدفه الوطني والشخصي، ولإخراج الوطن من محنته علينا السعي والعمل، فسرّ الحياة في الكفاح، وسر السعادة أن يملك المرء حرية رأيه، لكن عليه أن يعمل العقل والوجدان في ممارستها.. ودستور البلاد كفل لنا هذا الحق.
نحن أمام استحقاق وطني، من خلاله يمكننا ممارسة حريتنا بتجرد، لانتخاب أعضاء لمجلس الشعب، يمثلون فئات الشعب كافة ممن يحملون همَّه وهاجسهم العمل لواقع أفضل، يرفع عنه جَوْرَ الأيام، بتشريعات تلزم الجهات التنفيذية والوصائية حمايته.
عند صرخة الولادة إعلانٌ لبدء الحياة، ولتكن أوراق الاقتراع صرختنا لبداية حياةِ مجلسٍ يتجاوز أخطاء سابقيه، ويعمل جاهداً لتحقيق طموحات من منحه الثقة ليصل تحت القبة التي تمنحه الحصانة، ليعمل.. لا ليفسد.. بل ليحارب الفساد بقوة التشريع.
لا يمكن تحميل المجلس أكثر مما يحتمل، لكننا لن نرضى منه بعد صرخة الولادة، والبداية والقسم، أن يقضي دورته مع سكرات النوم والموت السريري إعلاناً بنهاية حياة دورته، نأمل أن يكون ما بين القسم والنهاية ديمومة عطاء وليس سيراً نحو حتفه.
أعضاؤه هم من يكتبون فصول عمره، فالعمر الطويل في مآثر أفعال يذكرهم بها الشعب الذي منحهم ثقته، يعملون معاً درءَ الوقوع في المحظور، بعد مغادرتهم وعاء دورته، أما حتمية موته في الذاكرة فحين يغادرون من دون بصمة، أو علامة فارقة.
وحدنا نحن الناخبين من خلال خياراتنا نصنع مجلساً شاباً، كثير العطاء ومن تتقطع بينهم أنفاسه؛ يمنحه الآخرون ابتسامة تفاؤل وجرعة قوة تجدد روحه فلا تخور قواه ويواكب المسير، يجهرون الصوت بما يريد الشعب ويترجمون ما يفكر ويحلم واقعاً.
لنحمل ضمائرنا وعشق الوطن، ونحن نسير باتجاه صناديق الاقتراع، نحو عمرنا وعمر أبنائنا وأحفادنا، نحو الآمال والتصميم على تجاوز المحن، لنجعل من سلاسل أغلال الحرب والحصار، أساور من ذهب، توضع في ميزان الصائغ درباً للعبور.
لابد من معانقة أيام جميلة بعد سنين القبح، لا بد من عبور نفق الحصار، ولا بد للنور أن يشع في حياتنا، فلنغتنم فرص الحياة ليعود وطننا شاباً، ونستمتع بضياء ما بعد النفق لنصنع لمن نحب غداً أفضل، ولنمسك بأيدينا ساعات الحياة، كل في موقعه.
لنملأ أيامنا بالبذل والعمل والبناء، فقد يأتي الغد ونحن غائبون، يوم تغيب ابتسامة وجوهنا، ويذكرون أننا غادرنا من دون عطاء. فلنتدارك أيامنا لتظل أمانينا متقدة وآمالنا رائجة، فلا تمر لحظة من دون فائدة وعمل، وإلا يصبح تراكم لحظات الفراغ سيلاً يغيّب أسماءنا وأمانينا، لنعمل جماعة يداً واحدة نفكك الخلافات، نتوحد نحو غدِ الوطن.
لنرفع أحجار التلاقي لأجله، مهما كانت ثقيلة فنحملها معاً، لبناء هرمه الذي ننشر فوقه علمنا وإباءنا.. عندها لن نخاف من أرزاء تمر بأيامه، ولن نقبل أن يشيخ الوطن ونحن أهله.
إضاءات- شهناز صبحي فاكوش