الوطن أولاً، ولا شيء يعلوه مكانه، ليس تراباً ولا حجارة، ولا هو بالمكان الذي نفيء إليه حين القيظ أو البرد، هو الأبعد من ذلك ماضياً وحاضراً، وغداً، تاريخ ثقافة وحكايا، آلام وآمال، قصص وبطولات وتضحيات، خيبات ونجاحات وانكسارات، هو باختصار: نحن ونحن الوطن، بكل ما فينا وما فيه، وسورية الوطن والتاريخ والجغرافيا والحضارة، كانت دائماً وأبداً في قلب الحديث وعين الإعصار، لم تهدأ سيرورة نضالها من أجل الحياة الحرة الكريمة، وسيادة قرارها المستقل.
والحرب العدوانية التي تشن علينا، بألف وسيلة ووسيلة، لمّا تنتهِ بعد، وربما يكون الطريق طويلاً، صحيح أننا حققنا النصر الذي لا يختلف عليه اثنان، والصحيح أيضاً أن الأعداء يكيدون، لم يملوا، لم يستسلموا، ولديهم ما يعودون إليه من الخطط والمؤامرات لكل مرحلة.
لايعني هذا أبداً أننا لا نعرف كيف يفكرون، وأننا لسنا مستعدين لكل ما يعملون عليه، لا.. الأمر مختلف، ولكن لابد من التذكير دائماً أن اليد التي تضغط على الزناد لحماية الوطن، ساهرة لم تنم، وهي متأهبة دائماً، ومع معركة الميدان ثمة معركة البناء الداخلي والحياة الديمقراطية التي قطعا شوطاً كبيراً فيها ومعها، وهي من طبيعة وحياة السوريين الذين أسسوا أول برلمان عربي قبل مئة عام، مجلس الشعب في دوره التشريعي الثالث الذي نحن على عتبات انتخاباته، هو السلة التشريعية التي يجب أن نشارك جميعاً في انتخاب من يمثلنا بها، ونعمل من أجل يوم وغد سورية.
مهام كبيرة وجليلة تقع على عاتق الجميع، ما من أحد خارج المسؤولية، صوتك واختيارك مسؤولية وطنية، وهو هوية الغد القادم لن نتقاعس في اختيار من نرى أنه الأجدر والأقدر على أن يكون فاعلاً في ميدان البناء المتكامل، نحن أمام اختبار حقيقي، والمسؤولية كما أسلفنا جماعية، فلنكن عند حسن ظن الوطن بنا، حقنا أن نمارس دورنا كما نراه، ونقول كلمتنا، من أجل سورية الدائمة التجدد والقادرة على اجتراح المستقبل، بهمة أبنائها، كل أبنائها المخلصين، وهم من واجه طوفان العدوان والغدر، وقادرون على المواجهة أينما وكيفما كانت، فالغد لنا.
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير ديب علي حسن