ثورة أون لاين – ظلال غصون:
وسط تفاقم حدة الخلافات يواصل قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعون منذ صباح الجمعة في بروكسل نقاشاتهم بحثاً عن صفقة تحفيز لمواجه تداعيات فايروس كورونا، في وقت تصطدم فيه المحادثات بمعارضة شديدة من جانب دول صارمة في الشؤون المالية، على رأسها هولندا.
ولليوم الثالث يبذل قادة الاتحاد جهوداً مضنية للتوصل إلى اتفاق، لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت إن الخلاف المتصاعد بخصوص مستوى الإنفاق قد يتعذر التغلب عليه، فيما يخشى القادة الأوروبيون أن تنتهي مفاوضات القمة بالفشل.
وهناك العديد من نقاط الخلاف من المبلغ الإجمالي للخطة، إلى التوازن بين القروض والمنح، مروراً بالتحكم في الأموال المدفوعة، وآلية ربط المنح باحترام سيادة القانون في البلدان المستفيدة.
ميركل التي وصلت إلى مقر القمة ليوم ثالث من المفاوضات، رأت أنه “من الممكن” ألا ينجح قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في التوصل إلى تفاهم حول خطة إنعاش الاقتصاد بعد وباء كوفيد-19 التي تسبب انقساماً كبيراً بينهم، مشيرة إلى أن القادة الـ27 لديهم “مواقف مختلفة” بشأن حجم الصندوق وقواعد الاستفادة منه وربطه باحترام سيادة القانون.
وأضافت عند وصولها إلى مقر القمة ليوم وصفته ب”الحاسم”: إن “هناك إرادة حسنة كبيرة، لكن من الممكن ألا يتم التوصل إلى نتيجة اليوم”، وأضافت “لا استطيع حتى الآن قول ما إذا كنا سنتوصل إلى حل”.
وبدوره حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يدافع عن هذه الخطة إلى جانب ميركل من أن “التسويات” لا يمكن أن تتم “على حساب الطموح الأوروبي”، وقال إنه رغم “الخلافات” فإن الاتفاق ما زال “ممكناً”.
والتقت ميركل وماكرون رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال رئيس القمة لتحديد ما يجب القيام به بعد 48 ساعة من المناقشات التي وصلت إلى طريق مسدود مع رفض هولندا وحليفاتها “الدول المقتصدة” الأخرى (الدنمارك والسويد والنمسا وفنلندا) هذا المشروع.
وفي صلب المحادثات خطة إنعاش لما بعد كوفيد-19 بقيمة 750 مليون يورو يمولها قرض مشترك، وهي فكرة مستوحاة من اقتراح تقدم به ماكرون وميركل.
وتتألف هذه الخطة في صيغتها الأولى من 250 مليون يورو من القروض ومساعدات مالية بقيمة 500 مليار لن يترتب على الدول المستفيدة منها إعادتها، وهي تستند إلى ميزانية طويلة الأمد للاتحاد الأوروبي بقيمة 1074 مليار يورو.
وبعد عشاء أقيم يوم السبت، جمع رئيس المجلس الأوروبي وقائد القمة شارل ميشيل والرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية وقادة الدول “المقتصدة”، قال مصدران أوروبيان لوكالة فرانس برس إن “هذا الاجتماع كان صعباً جداً”، فبعد محاولات عدة لإيجاد حل، غادرت ميركل وماكرون الاجتماع لمقابلة الزعيم الإيطالي جوزيبي كونتي في الفندق الذي ينزلان فيه، وفقاً لمصدر دبلوماسي.
وكان الزعيمان يتوقعان خطوة من “الدول المقتصدة” إلا أنها لم تأت، وأمام الصحافيين أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي “أنه لم يسمع أن هناك مهلة”.
ومن الخيارات المطروحة تعديل التوزيع بين القروض والمنح عن طريق زيادة حصة الأولى إلى 300 مليار (مقابل 250 في الاقتراح الأولي) دون خفض حصة المنح المخصصة لدعم خطط الإنعاش الخاصة بدول معنية.
ومن الواضح أن “الدول المقتصدة” تفضل القروض على المنح، لكن باريس وبرلين ترفضان أن تكون قيمة المنح أقل من 400 مليار دولار.
من جانبه يعتقد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أنه لا يمكن لأوروبا أن تكون مقسمة في مواجهة الأزمة المالية غير المسبوقة ويجب على قمة الاتحاد الأوروبي إيجاد مخرج من الطريق المسدود.
وقال ميتسوتاكيس لدى وصوله إلى القمة: “لقد كنا نتفاوض منذ ثلاثة أيام وحتى الآن، ومن الواضح أنه لم يكن هناك تقدم كافٍ للتوصل إلى اتفاق،. آمل وبكل صدق أن نتمكن اليوم من كسر الجمود”.