ثورة أون لاين – دينا الحمد:
في كل مرة يعتدي فيها العدو الإسرائيلي على سورية يخيب عدوانه ويرتد عليه، وتسقط دفاعاتنا الجوية صواريخه الغادرة، وكذا كانت الصورة ذاتها في عدوان الأمس، الذي حدث من فوق الجولان السوري المحتل، وأسقط رجال دفاعاتنا الأشاوس أغلبية صواريخه المعادية.
لكن السؤال الذي يلقي بظلاله هو: ماذا أراد العدو الإسرائيلي من وراء عدوانه في هذا التوقيت بالذات، والذي ترافق مع نجاح السوريين في إتمام استحقاق الانتخابات التشريعية في وقتها المحدد، وماذا كانت أهدافه المباشرة؟!.
الإجابة عن هذا السؤال المهم لا تحتاج إلى كثير عناء لفك رموزها وشيفرتها، ولا تحتاج إلى كثير من التفكير للرد عليها، فمنظومة العدوان بقيادة الولايات المتحدة الأميركية حاولت التشويش على الانتخابات السورية والترويج بأنها غير شرعية، وقبل ذلك قطعت شوطاً كبيراً في حصار السوريين وتجويعهم وفرض إرهاب (قيصر) عليهم كي توافق الدولة السورية على إملاءات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العدوانية لكنها خابت بظنونها، وتمكن الشعب السوري رغم كل الإرهاب الذي مورس ضده ورغم كل الحصار والعقوبات من فرض إرادته وإنجاح استحقاقه الدستوري المشار إليه.
كما أن العدوان الإسرائيلي جاء بعد وقت قصير من توقيع الاتفاقية السورية الإيرانية الأخيرة، التي تتلخص بالتعاون العسكري الشامل، والتي أراد العدو الإسرائيلي متوهماً أن يوصل بعد توقيعها رسالة إلى محور المقاومة ومفادها أنه يستطيع أن يعربد ويعتدي مهما كانت الظروف ونوع الاتفاقيات، وفي أي وقت يشاء، وأنه قادر على أن يفرض وجهات نظره ومعادلاته الخائبة وقواعد الاشتباك التي يظن أنه قادر على فرضها في الوقت الذي يناسبه، لكن أصوات صواريخه الساقطة ذهبت هباءً منثوراً وكأنها (قنبلة صوتية) لا تسمن ولا تغني من جوع هذا الكيان الغاصب للإرهاب والعدوان واغتصاب أراضي الآخرين وحقوقهم.
من هنا كان لا بد لواشنطن وأدواتها من تحريك الكيان الإسرائيلي للعدوان على سورية لتحقيق هذه المعادلات والأهداف المشبوهة تماماً كما فعلت حكومتها الاحتلالية العدوانية تجاه سورية منذ بدء الحرب العدوانية وحتى يومنا، والتي هدفت إلى تحقيق جملة من الأجندات المشبوهة الشبيهة بهذه الأهداف وبتوقيت مشابه للتوقيت الحالي، وأولها التناغم مع سياسات منظومة العدوان على سورية في دعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تمثل أداة واشنطن في سورية لنشر الفوضى الهدامة، وتحقيق النزعات الانفصالية، وخصوصاً حين يتقدم الجيش العربي السوري في أي بقعة سورية ويدحر الإرهاب فيها.
غير أن منظومة الإرهاب الأميركية الصهيونية لم تدرك بعد أن لدى أصحاب الأرض والحق من الإرادة والتصميم والعزيمة ما يكفي لردم كل مخططاتها الشريرة وأجنداتها الاستعمارية وعدواناتها العسكرية المباشرة، وإن غداً لناظره قريب.