ثورة أون لاين – ريم صالح:
إلى البحر الأسود تتجه أطماع اللص أردوغان.. حيث أعطى رئيس النظام التركي إيعازاته للتنقيب عن الغاز والنفط في هذه المنطقة البحرية في انتهاك جديد لكل المعاهدات والأعراف الدولية، ولقوانين البحار، تماما كما يفعل الكيان الصهيوني، كنموذج صارخ لعصابات قطاع الطرق.
هي شهوات اللص أردوغان إذاً لا تعرف حداً تقف عنده، فهي بدأت من الأراضي السورية، وتُرجمت على أرض الواقع عبر سرقة نفط وغاز السوريين، ومعاملهم، وآثارهم، ومحاصيلهم، ثم وصلت أطماعه إلى الأراضي الليبية، التي أرسل إليها آلاف الإرهابيين المرتزقة، بهدف وضع يده على ثروات الشعب الليبي النفطية والغازية، ولم تسلم الشواطئ اليونانية والقبرصية من أطماعه تلك جريا وراء سرقة الثروات الغازية والنفطية هناك، لتكون محطته الأخيرة اليوم في البحر الأسود، حيث أن أطماع أردوغان وسلوكه اللصوصي، كما سبق وقلنا لا يمكن التنبؤ بها على الإطلاق، ولا نعرف إلى أي أرض، أو بلد، أو حدود برية أو بحرية أو ربما جوية أو كونية قد تصل.
ولكن ليس وحده اللص التركي من يمتهن ويتعمد سرقة ثروات الآخرين، لإدخال أثمان هذه المسروقات المنهوبة، والتي تقدر بمليارات الدولارات إلى جيوبه، وجيوب أفراد عائلته، والمحسوبين عليه، وإنما هناك نظيره القابع في كيان الأباراتيد الإسرائيلي، الذي لا يختلف عنه في شيء، بل إن اللافت أن لصوصية مجرم الحرب الإسرائيلي مقوننة بكل حيثياتها وأبعادها وسقوفها، وتكفلها شرعنة قانون الغاب الأمريكية، ليقوم هذا الكيان المارق بنهب الغاز الفلسطيني من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولينصب نفسه مسؤولاً عليها، بل وليبيعها إلى الدول الأخرى، ويقبض وحده ثمن هذا الغاز، ويحرم منه الشعب الفلسطيني، الذي هو وحده صاحب الحق في الأرض، وفي ثرواته الباطنية، وكل ما يتم اكتشافه على سواحله المحتلة.
ففي وقت سابق من أول أمس كشفت صحيفة “يسرائيل هايوم” التابعة للكيان الصهيوني النقاب عن اعتزام حكومة الاحتلال الإسرائيلية المصادقة على اتفاقية خط أنابيب الغاز لأوروبا.
وأفادت الصحيفة أنه من المتوقع أن توافق حكومة الاحتلال الإسرائيلية على اتفاقية “إيست ميد” لمد خط أنابيب الغاز تحت الماء إلى أوروبا.
وبذلك فإن الغاز الطبيعي الموجود في المياه الاقتصادية لفلسطين المحتلة سيتجه إلى أوروبا، لمصلحة الكيان الصهيوني على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
العثماني والصهيوني يكملان بعضهما بعضاً، بل لنا أن نجزم هنا أن ما يقوم به أردوغان إنما يقوم به بعد التشاور مع قرينه الصهيوني بنيامين نتنياهو، فلا شي يأتي عبثاً، أو صدفة، أو من فراغ، وإنما ينسقان بينهما أعمال النهب واللصوصية وإن كان من تحت الطاولة لنهب ثروات المنطقة، ليكون كلاهما بشكل أو بآخر ذراع نظام الإرهاب والبلطجة الأمريكية، ومنفذ تعليماته، ومترجم سيناريوهاته وحامي مصالحه، وحصته من الكعكة النهبوية في الشرق الأوسط.