ثورة أون لاين – ظلال غصون :
في الوقت الذي يلهث فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتجاوز تبعات فشله السياسي في الداخل والخارج، ورغم حالة الغضب العارمة التي تجتاح الشارع الأميركي بسبب نهجه العنصري، إلا أنه لا يزال يركب موجة التهديد والوعيد لإرهاب المحتجين ضد العنصرية، حيث يواصل سياساته القمعية بحق الشعب الأميركي من ذوي الأصول الإفريقية .
وبالتزامن مع المظاهرات الاحتجاجية الأميركية ضد العنصرية يعود ترامب إلى ممارسة أساليبه الترهيبية فما لم يحصل عليه بالمال يستحوذ عليه بالقمع، حيث هدد “ترامب “بإرسال مزيد من مما يسمى عناصر الأمن العسكري إلى مدن أميركية لإخماد تظاهرات منددة بالعنصرية في مدن يديرها “ديموقراطيون” وذلك بعد أن قامت وزارة الأمن الداخلي بنشر عشرات العناصر من شرطة الحدود والشرطة الفيدرالية في بورتلاند وأوريغون الأسبوع الماضي .
ووفق تقارير فإن وزارة الأمن الداخلي تستعد لإرسال 150 من العناصر الأمنية إلى شيكاغو حيث وقعت صدامات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا تحطيم تمثال لكريستوفر كولومبوس. وذكرت وسائل إعلام محلية أن 63 مواطنا أميركيا تعرضوا لإطلاق نار وأن 12 مواطناً أميركياً قتلوا في أعمال عنف استمرت خلال الأيام الماضية من قبل عناصر الشرطة.
في غضون ذلك أثار قرار ترامب الذي يجيز تدخل أجهزة تطبيق القانون الفيدرالية لفض احتجاجات محلية غضبا وتساؤلات قانونية في خطوة ربطها منتقدون بالانتخابات المرتقبة ومن الواضح أيضا أن” ترامب” يسعى إلى تضليل الرأي العام العالمي منذ مقتل الأميركي جورج فلويد اختناقا تحت أقدام ضابط شرطة في “مينيابوليس” وما أعقبه من احتجاجات واسعة منددة بالعنصرية ووحشية الشرطة حيث تعمد ترامب تصوير المتظاهرين على أنهم أناس فوضويون عنيفون عازمون على تدمير البلاد، وعلى أساس ذلك تم اعتقال غالبيتهم والتعرض لهم بالضرب.
فيما تلاحق ولاية أوريغون وزارة الأمن الداخلي بتهمة ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، و طالبت الحاكمة كيت براون بسحب العناصر واصفة نشرهم بالفرصة التي تستغل ما يحصل من أجل أغراض سياسية.
وأشارت بلديات ست مدن كبيرة هي اتلانتا وواشنطن وسياتل وشيكاغو وبورتلاند وكانساس سيتي في رسالة موجهة إلى أن نشر العناصر الأمنيين من دون طلب بذلك ينتهك الدستور.
وقالت المدعية العامة لولاية “ميشيغان دانا نيسيل” إن التلويح بإرسال ضباط فيدراليين إلى “ديترويت” هو تهديد للسلام وللحق في التظاهر ضد أساليب الإجرام التي تنتهك حقوق الإنسان ،ومحاولات ترامب ترهيب المجتمعات الأميركية بالتهديد بالعنف أمر مرفوض.
في سياق متصل يؤكد مراقبون أن ما تقره الاستخبارات الأميركية حول أمن الانتخابات الرئاسية لا يعطيها الحق في ترهيب وإخافة المواطنين الأميركيين تحت ذريعة حفظ أمن الانتخابات