مئة عام على معركة ميسلون – شرفُ الوثبةِ أنْ تُرضيَ العُلا

الثورة أون لاين -يمن سليمان عباس:

قرن من الزمن بالتمام والكمال مضى على وقعة ميسلون ..معركة ميسلون يوم ظن غورو انه قادر على كسر إرادة السوريين ولم تحمله الأرض غروراً فتوجه إلى الشرق .
مئة عام والدم الذي أريق مازال نديا بهيا والصرخة مازالت تملا الكون ..لن يدخلوها الا على أجسادنا..يجمع يوسف العظمة من بقي من الجيش السوري حينها والى ميسلون الوجهة ..يعرف الجميع أن العدو الفرنسي مدجج بكل الأسلحة الفتاكة حينها والجيش السوري بأسلحة بسيطة ..لكن لا بد من خوض المواجهة ولا يهم ماذا يكون ..
تبدأ المعركة ويستشهد المئات من الابطال يقاومون الغزاة مدة اليوم كله ..وينتهي غروب اليوم باستشهاد يوسف العظمة وزير الحربية أو الدفاع حينها ..
يظن غورو أن الجولة قد انتهت وطاب له المقام بأرض الشام لكن ما كاد يمضي وقت قصير على احتلالهم دمشق حتى كانت الارض تزلزل تحت أقدامهم..
من الساحل السوري إلى الذي احتلوه قبل إلى كل بقعة سورية ..


قرن من الزمن على المعركة والتفاصيل دائما تحمل الجديد وربما كان من المناسب جدا ان يكون كتاب ساطع الحصري المعنون ب يوم ميسلون صفحة من تاريخ العرب الحديث ..خير شاهد مباشر على تفاصيل المعركة ما قبلها وبعدها …صدر الكتاب اول مرة عام ١٩٤٨ م ومن ثم أعادت وزارة الثقافة السوريةنشره عام ٢٠٠٤م
-رفض قاطع للانتداب :
يقدم الحصري الكثير من التفاصيل والمعطيات في كتابه ومن المفيد الإشارة إلى أن المؤتمر السوري الذي عقد حينها كان قد أصدر بيانا حملت فيه الجنرال غورو مسؤولية ما وصلت إليه الأمور وأشار إلى أن الحكومة السورية تعلن ما يلي:
نحن لا نريد الا السلام والمحافظة على استقلالنا وشرفنا الذي لا نتحمل أن تشوبه شائبة.
نحن نبرأ من كل تهمة نوصم بها ويراد بها الإيهام أننا نريد الإخلال بعلاقتنا مع حلفائنا.
نحن لا نرفض المفاوضات ومستعدون أن ندخل بها.
إننا مستعدون كل الاستعداد ،ومصممون كل التصميم على الدفاع عن شرفنا وحقوقنا بكل ما اعطانا الله من قوة ..
هذا هو الموقف ولا نريد الا حقنا والدفاع عن كياننا
اما شروط غورو فكانت تحمل لغة التهديد ولا يمكن لأي سوري قبولها ولاسيما إلغاء التجنيد الإجباري وتسريح الجيش، ومن ثم تسليم خط السكة الحديدية من رياق إلى حلب ..وفوق هذا جمع العملة الذهبية السورية ووضع عملة ورقية مكانها.
إنذار العدوان لم يقبله السوريون ،وكان لابد من معركة ميسلون لتكمل ثورات الساحل ولتبدأ بعدها الثورة السورية الكبرى بقيادة المجاهد البطل سلطان باشا الأطرش.
معركة ميسلون ليست حدثا عابرا ولاهي محطة عادية في تاريخ العرب المعاصر بل بداية طريق النضال الطويل ،ومازلنا نخوض الشوط ولا بد انه سيصل مداره وغايته والنصر حليف شعب يرتقي إلى العلياء دفاعاً عن كل بلاد العرب.وكم كان صادقا أمير الشعراء حين رثاه بقوله :
سأذكرُ، ما حييتُ، جدارَ قبرٍ بظاهر جِلَّقَ، ركبَ الرمالا
مقيمٍ ما أقامت ميسلونٌ يذكَّر مصرعَ الأسدِ الشبالا
مشى، ومشت فيالقُ من فرنسا تجرُّ مطارف الظفر اختيالا
ملأن الجوَّ أسلحةً خفافًا ووجهَ الأرض أسلحةً ثقالا
وأرسلن الرياحَ عليه نارًا فما حفلَ الجنوب ولا الشمالا
أقام نهارَه يلقي، ويَلقى، فلما زال قرصُ الشَّمس، زالا
فكُفِّنَ بالصوارم والعوالي، وغُيِّبَ حيث جالَ وحيث صالا.
نعم هي معركة الكرامة، والحرية والحياة ولايهم كيف كانت النتيجة، بل إن البطولة كانت النصر الذي توج ومازال أبناؤنا يخوضون المعركة للغد الحر الكريم ،وهذا ما عبر عنه عمر أبو ريشة إذ يقول :
كمْ لنَا من ميسلون نفضَتْ……… عن جناحيها غبارَ التعبِ
كمْ نبتْ أسيافُنا في ملعبٍ……… وكبتْ أجيادنا في ملعبِ
منْ نضالٍ عاثرٍ مُصطخب……… لنضالٍ عاثرٍ مصطخب
شرفُ الوثبةِ أنْ تُُرضيَ العُلا……… غُلِبَ الواثبُ أمْ لم ْ يُغْلَبِ
هذهِ تُرْبتُنا لن تزدهي……… بسوانا منْ حُماةٍ ندبِ
يا روابي القدسِ يا مجْلى السنَا……… يا رؤى عيسى على جفنِ النَّبي
دونَ عليائك في الرحبِ المدى…….. صهوة الخيلِ ووهجُ القضبِ
لَمَّتِ الآلامُ منَّا شمْلَنا ………ونَمتْ ما بيننا من نسبِ
فإذا مصرُ أغاني جلَّقٍ………وإذا بغدادُ نجوى يثربِ
بُورِكَ الخطبُ فكمْ لفَّ ………على سهمه أشتاتَ شعبٍ مُغْضَبِ
جاهزة

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين