الثورة – وداد محفوض:
جسّد الفنان التشكيلي سليمان دكدوك رؤيته الإنسانية عبر لوحات تجمع بين الكاريكاتير الناقد والتعبير الوجداني.
بدأ رحلته الفنية من كلية الفنون الجميلة، لكنه لم يتمكن من إتمام دراسته الجامعية، فاختار أن يصقل موهبته بالتدريب في معهد مجيب داوود تحت إشراف الفنان أيمن سليم، حيث خضع لدورتين فنيتين مكثفتين أسهمتا في بلورة أسلوبه الخاص.
وفي حديث الفنان دكدوك لصحيفة “الثورة” أكد أنه غادر سوريا مطلع عام 1989 بسبب مواقفه السياسية، واستقر في اليونان لسنوات طويلة تابع خلالها مسيرته الإبداعية، مشاركاً في معارض جماعية وفردية تناولت قضايا إنسانية واجتماعية وسياسية بجرأة فنية لافتة، ونوه إلى أنه عرض بعض أعماله في الخفاء لأسباب سياسية، وجعل من ريشته وسيلة مقاومة صامتة تعبّر عن الإنسان والمظلوم والمشرد.
وأوضح أن معارضه تميّزت بفرادتها حيث أوجد نوعاً من تسعير لوحاته بطريقة إنسانية نادرة، إذ استبدل تسعير اللوحات بالرموز، فكان يضع بدلاً من السعر آلة موسيقية لتعليم طفل لاجئ أو دراجة هوائية لمحتاج، مؤمناً بأن الفن الحقيقي يُمنح ولا يُباع، وأقام معارضه في ليون الفرنسية وبريمن الألمانية، كما نفّذ معرضاً خاصاً بالتعاون مع التلفزيون الياباني، قبل أن يعود إلى سوريا لاحقاً ويختار التوقف عن الرسم مؤقتاً.
ولفت إلى أنه أنشأ جمعية “حقول التضامن والكرامة” لدعم المحتاجين واللاجئين، وأقام مشاتل للبذور غير المهجنة في عدد من المناطق السورية، وسعى إلى إعادة تشجير المناطق المحروقة عبر دعم الفرق التطوعية البيئية.
وختم حديثه بدعوة الجيل الجديد إلى إعادة الصلة بالطبيعة، مؤكداً أن الإنسان لا يكتمل إلا بتواضعه وإنسانيته، وأن سوريا تستحق من أبنائها الحب والعمل المشترك للنهوض بها والوصول إلى التعافي والاستقرار.