تفاقمت وسائل التضليل الإعلامي في العصر الرقمي إلى حدّ استخدام التزييف العميق الذي لايقتصر على الأخبار الكاذبة والتجسس في الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بل تعداها إلى حدّ أنّ التزييف يأتي في الملف الشخصي في الصورة والبيانات وإعطاء أرقام تعريفية وهمية والبدء بعمليات بثّ السموم عبر تلك الشخصيات الوهمية التي لاوجود لها إلا ضمن الشبكات الممنهجة التي تسعى إلى التعبئة لتفكيك النسيج الاجتماعي والثوابت الوطنية.
الاستشعار بخطورة هذا التزييف يجب أن يكون بمستواه الحقيقي لأن تلك الشخصيات المزيفة لايقتصر رأيها على موقع تواصل خاص بها وببعض الأصدقاء عبر الشبكة، بل تقوم العديد من الصحف ووكالات الأنباء الرسمية بتبنّي الآراء المسمومة وتعيد نشرها لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة ولا يمكن لأحد محاسبتها أو مقاضاتها باعتبار أن التزييف العميق يصعب اكتشاف هويات أصحابه…
التزييف الممنهج خطير جداً ويشبه إلى حدّ كبير الخدعة الكبرى التي بدأت بها الصهيونية العالمية عندما بدأت قبل ظهور الإنترنت بتوظيف علم الآثار في روايات التوراة المزعومة دون إعمال لأحكام العلم والحقائق التاريخية.
ضرورة مواجهة هذا التحدي تقتضي إعمال العقل والفكر ومبادرات ثقافية لتطوير العقل الجمعي ووضع كنوز الحضارات السورية والعربية في مكانها في التربية كعناصر في الهوية الوطنية وتربية الذوق واحترام المقدسات التاريخية والسعي إلى قرار سياسي يوجه الى نهج فكري تربوي ثقافي سلوكي اقتصادي جديد لمقاومة التوحّش واللغو والتزييف الذي يجتاحنا من كل حدب وصوب وعدم تسليم عقولنا لحكايات وآراء لا صحة لها في فكرنا وثقافتنا وتاريخنا…..
رؤية-هناء الدويري