على تخوم النهايات الإرهابية على الجغرافيا السورية، اختارت واشنطن اللعب بنيران المرحلة لاستباق هزيمتها التي بانت جلية ودللت عليها كل مؤشرات الميدان، بانهيار متسارع لأدواتها على الجبهات، وبمقاومة شعبية متعاظمة لوجودها الاحتلالي في الجزيرة السورية، باتت تشكل هاجس ذعر ورعب للمقامر الأميركي الذي يبتلع سكين الفشل على حدي الخسارة ويبحث بين ركام إخفاقاته عن إنجاز يرقع به ثقوب الهزيمة الواسعة.
المقامر الأرعن ترامب يظن أن الهروب للأمام واستباق نتائج معارك تحرير الجزيرة، والنفخ العقيم في القربة المثقوبة لمجموعات قسد الانفصالية التي تدور في حلقات مفرغة وتمارس طقوس احتراقها على حواف الوهم لتحقيق أجندات واشنطن الاستعمارية، يظن أن ما يقوم به سيؤجل توقيت الخسارة الزمني، متوهماً أن النفث المتواصل في رماد المرحلة الأخيرة من عمر الإرهاب على الجغرافيا السورية قد يوقد نار مشاريع استعمارية قد أطفأتها انتصارات الدولة السورية على اتساع خريطتها الوطنية.
لم يبق في علبة ثقاب واشنطن من عيدان تشعلها غير أعواد الرهان على أداتها العميلة قسد التي تمعن في ارتكاب الفظائع ضد المدنيين وتنتهك بفجور حقوق أهالي الجزيرة، وعيدان إرهابها الاقتصادي التي تعول عليها بحماقة لإشعال حرائق تجويع وخنق مقومات حياة الشعب السوري لاستهداف منعته وصموده، بعد أن أطفأت ميادين المعارك كل نار إرهابية أشعلتها على اتساع مساحة خريطة المقاومة السورية لتحصيل أطماع يسيل لها لعاب الجشع الأميركي.
لكن مؤشرات الميدان وإحداثياته تؤشر إلى أن لا جدران متبقية لترامب ليسند عليها ترنحه بعد عجزه وإفلاسه الميدانيين، وأن لا نور يلوح في نفق هزائمه المظلم، ولا بدائل مجدية لديه ليستثمر فيها بعد أن احترقت كل أوراق مقامراته، وبات لا يملك من خيارات شيطانية سوى تأجيج نار الاستهداف للشعب السوري بتوسيع بقعة زيت الإرهاب الاقتصادي ليغير قواعد الاشتباك ويناور في أخر مساحات أوهامه الاستعمارية في الجزيرة.
لكن رغم كل ما ترتكبه واشنطن من جرائم حرب موصوفة بالتواطؤ مع أذنابها الغربيين كمحاولة للمساومة والابتزاز الاقتصادي المغرض والمفضوح لفرض أجنداتها التخريبية الاستعمارية على الدولة السورية، ومهما تشابكت خيوط مؤامراتها لتعقيد المشهد الشرقي عبر تأجيج جبهته، فالكلام الفصل سيتلوه الميدان وسيصوغه الإعجاز السوري المقاوم.
لميس عودة – حدث وتعليق