حادثة الطائرة الإيرانية.. هل يتحرك المجتمع الدولي قبل وقوع الكارثة؟

 

ثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:  

تشكل حادثة اعتراض طائرتين حربيتين أمريكيتين لطائرة ركاب مدنية إيرانية في الأجواء السورية الخميس الماضي، عدواناً خطيراً يهدد أمن المنطقة واستقرارها وانتهاكاً صريحاً للقانون الدولي ومعاييره ومعايير الملاحة الجوية، ما يستدعي المساءلة القانونية لإدانة الولايات المتحدة الأمريكية في المحافل الدولية، والذي يضع حكومتها في دائرة المسؤولية الدولية، كون هاتين الطائرتين لا تملكان الحق في اعتراض أي طائرة مدنية أو عسكرية دون وجه حق، أو تكليف دولي.
إن هذا العدوان يعد مغامرة حمقاء ترتكبها الإدارة الأمريكية، تهدد بتأزيم الوضع الأمني في المنطقة، وتضعها أمام خيارات صعبة بسبب السياسات الأمريكية المتهورة، والتي تعاني من ويلاتها بلدان المنطقة منذ القرن الماضي، لأن الولايات المتحدة نصبت نفسها شرطياً دولياً في المنطقة، وأعطت لقواتها العسكرية وأساطيلها الحق في استباحة أجواء المنطقة وسيادة دولها وملاحتها الجوية والبحرية واحتلال أجزاء من أراضيها وإقامة قواعد عسكرية غير شرعية، بما يتماشى مع استراتيجيتها وسياساتها ومخططها العدواني الرامي إلى تقسيم الدول وتفتيتها وإضعاف أنظمتها وجيوشها ونهب ثرواتها، وإلحاقها بالمشروع الأمريكي الغربي الصهيوني.
لقد صنفت الولايات المتحدة دول المنطقة والعالم وفق معاييرها الخاصة التي تلائم سياساتها، فمن يتوافق معها، توظفه لخدمة مصالحها ومخططها، ومن لا يتوافق، تحاربه، وتمارس عليه كل وسائل العدوان والاحتلال والحصار والعقوبات والضغوط بكل أشكالها العنصرية السياسية والاقتصادية والعسكرية لقطع طريق تطور بلده وتقدم شعبه.
لذلك ليس غريباً، أن يجيء هذا العدوان كحلقة في سلسلة الاعتداءات والممارسات الإرهابية الأمريكية التي تمارس بحق قوى المقاومة، لزيادة ضغوطها السياسية والاقتصادية والعسكرية عليها وإجبارها على القبول بمخططاتها ومشروعاتها الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية تحت مسمى “صفقة القرن”، وتعقيد طرق الحلول السياسية السلمية لأزمات المنطقة، وإعادتها إلى المربع صفر لاسيما ما يتعلق بسورية، لإشغالها بمزيد من المشكلات وإشعال الحروب، وهو ما يلتقي مع الاعتداءات الصهيونية المتكررة ضد سورية التي تحدث بين الفينة والأخرى، كتعبير عن انزعاج الكيان الإسرائيلي من الإنجازات التي يسطرها بواسل الجيش العربي السوري لتحرير الوطن من الإرهاب والإرهابيين ومشغليهم من الأنظمة العدوانية في المنطقة والعالم، ولخطوات الدولة السورية في المحافظة على وحدة الوطن أرضاً وشعباً ومواصلة عملية البناء والتنمية والتطوير.
فالاعتداء الأمريكي على طائرة الركاب المدنية الإيرانية، هو قرصنة جوية تخالف القانون الدولي والشرائع التي تقوم عليها الأمم المتحدة، وجريمة دولة موصوفة غير مبررة وغير قانونية، وتنتهك سلامة الطيران المدني في الأجواء الإقليمية والدولية، الذي تكفله قوانين المنظمة الدولية للملاحة الجوية، وتحميه قوانين المجتمع الدولي ومنظماته، كما أنه ينتهك سيادة الأجواء السورية أيضاً.
وما التبريرات الأمريكية التي أوردتها قوات الاحتلال الأمريكية حول اعتراض الطائرة المدنية الإيرانية إلا أضاليل وأكاذيب لا أساس لها من الصحة والواقع، ولحرف الرأي العام العالمي عن غاياتها العدوانية، فلا يحق للولايات المتحدة أن تعترض طائراتها الحربية أية طائرة مدنية أو حتى عسكرية تطير في الأجواء المسموح لها بالطيران، وحتى ما يسمى بـ ” التحالف الدولي” الذي تقوده لا يوجد ما يعطيه المبرر لاعتراض طائرات الغير، مدنية كانت أم عسكرية، فلا شرعية لمثل هذا التحالف، كونه لم يحصل على إجماع دولي في الأمم المتحدة، حتى التدخل الأمريكي في المنطقة، لا يحظى بشرعية من داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، بل يلقى معارضة سياسية وشعبية، ولا يحظى بموافقة الكونغرس السلطة التشريعية التي تجيز وتشرع سياسات الإدارة الأمريكية. وغايات هذا التحالف الخفية هي حماية الكيان الصهيوني والمحافظة على المصالح الأمريكية، ولا علاقة له بالمحافظة على أمن المنطقة، كما تدعي قوات الاحتلال الأمريكي.
ما جرى، يعد عملاً إرهابياً، سينعكس تداعياته الخطيرة على أمن المنطقة واستقرارها، وقد تجر المنطقة إلى كارثة وحروب عسكرية وأزمات جديدة، ما يستدعي التحرك السياسي العربي والدولي لإدانته وتحميل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن مغامراتها غير المسؤولة وجرائمها بإرهاب المدنيين، ويطرح من جديد نتائج سياساتها العدوانية الخطيرة ، وكذلك الآثار المدمرة لوجودها العسكري في عموم المنطقة وفي أجزاء من الأراضي السورية كقوة احتلال، تريد أن تستبيح الأرض والأجواء والمياه .. فهل يتحرك المجتمع الدولي قبل وقوع الكارثة؟

 

آخر الأخبار
الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة