لا يعكس التصعيد الإرهابي الذي تقوم به منظومة الإرهاب – دولاً وأنظمة وتنظيمات – ترابط وتشابك وتوازع الأدوار والأهداف، بقدر ما بات يؤكد حقيقة الحال الصعبة التي وصلت إليها تلك الأطراف نتيجة الإخفاقات المتواصلة والمتدحرجة على الأرض.
فما تقوم به التنظيمات والمجموعات الإرهابية المرتبطة والمدعومة من الولايات المتحدة والنظام التركي من ممارسات وأعمال إرهابية وإجرامية بحق الأبرياء والمدنيين في قرى ومدن الشمال السوري، وما يقوم به بالتوازي كيان الاحتلال الصهيوني من اعتداءات إرهابية على المدنيين وعلى مواقع للجيش العربي السوري، يؤكد حقيقة إفلاس منظومة الإرهاب التي ما زالت تحاول تجاهل القواعد والمعادلات المرتسمة، والتي بدلاً من أن تعترف بهزيمتها في الميدان وتسلم بتلك القواعد والمعادلات التي باتت راسخة في عمق المشهد، تنتهج سياسة التصعيد والتسخين على مختلف الجبهات، كجزء من محاولاتها المحمومة للعودة بالأمور إلى المربع الأول، أو على الأقل خلق حالة من الفوضى تمكنها من التسلل إلى كل الفراغات والمساحات التي تجعلها تراوغ وتناور وتستثمر وتبتز على الطاولة السياسية.
كما أكدنا أكثر من مرة، يبقى المشهد على الأرض محكوماً بتطورات اللحظة التي تبدو هي الأخرى محكومة بخيارات الضرورة التي ترتبط بردات الفعل وسلوك أطراف الإرهاب التي تصر على المضي بطريق التصعيد والتخريب دون أدنى اعتبار لتداعيات وارتدادات تصعيدها الذي قد يدفعها الى الهاوية.
عناوين وحوامل المشهد التي صاغتها دمشق بالدماء والشهداء والتضحيات، أثبتت أنها أقوى من كل محاولات العربدة والعبث التي لا تزال تنتهجها منظومة الإرهاب، وهذا بحد ذاته يشكل رسالة قوية للإرهابيين ورعاتهم بأن الدولة السورية ماضية في حربها على الإرهاب حتى دحره وسحقه ومعه كل الغزاة والمحتلين.
نافذة على حدث – فؤاد الوادي