سجلت أول إصابة بفيروس كورونا المستجد- كوفيد 19 في سورية في الثاني والعشرين من شهر آذار الماضي لشخص قادم من خارج البلاد في حين تم تسجيل أول حالة وفاة في التاسع والعشرين من الشهر ذاته.. وبعد الثبات الوبائي لعدة أشهر تشهد البلاد حالياً ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الإصابات بشكل يومي، وتوسع انتشار المرض أفقياً وعمودياً.. ما يعد مؤشراً خطيراً لاستهتار البعض بالسلوكيات الصحية وإمكانية تطور الإصابات وانتشار العدوى بشكل أوسع.
تمكنت وزارة الصحة في الفترة الماضية من احتواء الجائحة بتدابير سريعة والوصول إلى الثبات الوبائي، إلا أن تصرفات البعض غير المسؤولة قد يعيدنا إلى منطقة الخطر، ولاسيما مع تصريحات منظمة الصحة العالمية الأخيرة بأن وضع فيروس كورونا المستجد يزداد سوءاً في أنحاء العالم، وأن التراخي في الإجراءات الاحترازية هو الخطر الأكبر حالياً في الدول التي تشهد الأوضاع فيها تحسناً.
مع هذه التطورات وارتفاع نسبة الانتشار لجائحة فيروس كورونا.. لا بد من التحذير الشديد من خطورة عدم الالتزام والتهاون بالإجراءات الوقائية الفردية والمجتمعية والسلوكيات غير المسؤولة للبعض وانعكاس ذلك على سلامة عائلاتهم والمجتمع وعلى النشاط الاقتصادي والخدمي، وبالتأكيد المطلوب حالياً هو الوعي والالتزام بتدابير الوقاية الشخصية لا الخوف والهلع وتداول الشائعات والمعلومات المغلوطة، والحرص الشديد على متابعة أي تطور جديد للجائحة عبر منصات وزارة الصحة على الانترنت ووسائل الإعلام الوطني.
من الصعب تغيير حياتنا وعاداتنا، ومن الطبيعي أن نرغب في عودة الأشياء إلى ما كانت عليه.. لكن عندما يوصي الخبراء والأطباء بالبقاء في المنزل، والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية الصحية من المهم أن نأخذ هذه التعليمات على محمل الجد.. فحتى إن لم نمرض بشدة من كوفيد 19، من الممكن أن ننقل الإصابة لآخرين قد تكون نسبة مناعتهم أقل وبالتالي يعانون من مضاعفات المرض بشكل أكبر..!!
الوقاية هي أقوى سلاح نواجه به فيروس كورونا حالياً باعتبارها الإجراء الدفاعي الأهم حتى الآن لمنع الإصابة بالفيروس والحد من انتشاره إلى حين تطوير العلاجات اللازمة للقضاء عليه.. وستبقى المسؤولية حالياً مسؤولية فردية والكرة في الملعب الشخصي لكل منا… وليس مطلوباً من الجميع أكثر من الوعي.. لأن الاستهتار هو أكبر خطأ يمكن أن يكون بحق أنفسنا ومن نحب..
أروقة محلية – عادل عبد الله